قطر للبترول

قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة قطر للبترول إن الأخيرة تمكنت من مضاعفة صافي أرباحها 300 مرة خلال أربعة عقود، وذلك خلال احتفال أقيم تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس "المؤسسة العامة القطرية للبترول".
وأضاف سعادة الدكتور السادة، خلال كلمته في الاحتفال أن قطر للبترول استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات عبر العقود الماضية في مختلف مناحي الحياة، مضيفا أن "هذه الجهود أدت إلى تضاعف إجمالي الأصول الموحّدة لقطر للبترول خلال الأربعين عاما الماضية 85 مرة، وإجمالي الإيرادات أكثر من 40 مرة، بينما تضاعف صافي الربح أكثر من 300 مرة".
وأكد أن "قطر للبترول ساهمت ببناء الاقتصاد الوطني وفي تشكيل واحد من أسرع الاقتصادات نموا في العالم"، وأن مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي لدولة قطر العام الماضي بلغت أكثر من 54%.
وأشاد سعادة وزير الطاقة والصناعة بالتاريخ الطويل والمشرق لقطر للبترول التي تأسست بموجب المرسوم الأميري رقم 10 بتاريخ 4 يوليو 1974، حيث أصبحت تحتل المركز الرابع عشر بين شركات النفط والغاز في العالم.
وأضاف سعادته: "نحن مدينون بالفضل -بعد المولى عزّ وجل- لحكام دولة قطر الذين رسموا طريقا واضحا لمستقبل قطر وشعبها، والذين أرادوا لهذه المؤسسة أن تكون حجر الأساس الأول في دولة قطر الحديثة.. ونحن مدينون أيضا لتلك السواعد القطرية التي لم تكل ولم تمل في سعيها لحاضر ومستقبل هذه الأرض الطيبة والتي تشهد عليها جبال دخان ونقيان مسيعيد."
وقال الدكتور السادة إن هذا العام يصادف أيضا الذكرى الخامسة والسبعين لاكتشاف النفط في دولة قطر. مضيفا أن "قطر للبترول عملت خلال تلك الفترة وتحت مختلف المسميات التي تواجدت بها على وضع المواطن القطري في مقدمة اهتماماتها، ومنحته مكانة خاصة في مساحة قراراتها، معتبرا أن الإنسان هو محور الاهتمام لقطر للبترول سواء في تعليمه، وتأهيله، وتدريبه، ورعايته، وتزويده بكل أسباب وسبل الحياة الكريمة.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة قطر للبترول خلال كلمته بالاحتفال بالذكرى الأربعين لقطر للبترول أن الشركة لم تكن في أي يوم من الأيام مجرد شركة نفط وغاز، بل كانت ومنذ اليوم الأول مصنعا لبناء القدرات، ومحفزا لمسار التقدم والتطور، وشريكا في كل مجالات التنمية، خاصة البشرية. لذلك كانت ترى في موارد قطر البشرية ثروة وطنية حقيقية، فعملت على تعليم الشباب القطري، وتدريبهم، وتطوير مهاراتهم، فوصلوا إلى أعلى المراتب والمناصب وحققوا أكبر النجاحات "فكان منهم الدبلوماسيون والضباط ورجال الأعمال وكبار المسؤولين والوزراء".
وقال إن "النجاح لا يأتي من قبيل الصدفة، ولا هو يأتي من تلقاء نفسه، إنه نتيجة للتخطيط الدقيق والسليم، والجهد المخلص والعمل الدؤوب، وهذا تماما ما فعلته دولة قطر، خاصة خلال العقدين الماضيين اللذين شهدا تطورا غير مسبوق في قطاع النفط والغاز".
وعبر الدكتور السادة عن اعتزاز قطر للبترول "بالدور الذي لعبته في تنفيذ التوسعات الكبيرة التي قادها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي يستكملها اليوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظهما الله".
وأضاف: "خلال العقدين الماضيين تضاعف إنتاج دولة قطر من النفط، وظهرت القيمة الحقيقية لحقل غاز الشمال بدعم وتوجيه مباشرين من صاحب السمو الأمير الوالد، وقد أشار سمو الأمير المفدى إلى جهود الأمير الوالد في هذا الشأن فقال: "لولا هذا الإقدام لما تمكنت قطر من تحقيق كل هذه الإنجازات وإرساء البنية التحتية لصناعة النفط والغاز".
وأوضح أنه بفضل سياسة قيادتنا الحكيمة، أصبحت قطر المنتج والمصدر الأول للغاز الطبيعي المسال في العالم، وصاحبة أكبر أسطول لنقل الغاز. وهي أيضا عاصمة العالم في تحويل الغاز إلى سوائل. وعلى أرض قطر يقع أكبر موقع منفرد لإنتاج الأمونيا واليوريا، وهي أكبر مصدر في العالم لغاز الهيليوم".
وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة قطر للبترول، أن دولة قطر تمضي إلى الأمام بخطى حثيثة وواثقة، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وتسابق الزمن على طريق النهضة والتطور والازدهار، وتؤسس لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأعاد سعادته إلى الأذهان تأكيد حضرة صاحب السمو منذ توليه الحكم أن "العبرة تبقى في النتائج"، وهو ما نعمل بكل طاقاتنا لتحقيقه يوما بعد يوم"، مؤكدا سعادة الدكتور السادة أن قطر للبترول لن تقف بانتظار المستقبل، بل ستمضي قدما في دعم الوطن ومؤسساته، وفي تهيئة المناخ لنمو اقتصادي مستدام، وفي بناء وتعزيز الثروات الوطنية.
وتم خلال الحفل عرض فيلم قصير روى فيه بعض قدامى العاملين تجربتهم في قطر للبترول، وكذلك عزف لبعض القطع الموسيقية الحية من التراث، ثم قام سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، بتكريم سبعة من موظفي قطر للبترول الذين أمضوا 40 سنة من الخدمة في المؤسسة، وعدد آخر من المتقاعدين ، وتلا ذلك "غبقة" رمضانية بهذه المناسبة، ثم اختتم الاحتفال بعرض مبهر للألعاب النارية التي تم إطلاقها فوق شاطئ كتارا.
وحضر هذا الاحتفال الذي أقيم في الحي الثقافي "كتارا" بجانب سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، كل من سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية، وسعادة الدكتور عبدالله بن صالح الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة، وسعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات.
وحضر كذلك عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وكبار المسؤولين في شركات النفط والغاز العاملة في قطر، والضيوف من المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الأخرى، إضافة إلى كبار المسؤولين في قطر للبترول.
بدوره، قال السيد أحمد علي المولوي مدير الشؤون الإدارية بقطر للبترول في تصريحات صحفية أدلى بها على هامش الحفل، إن نسبة التقطير بقطر للبترول وصلت إلى 34 بالمائة، وفي ظل التوسعات التي شهدتها قطر للبترول خلال السنوات الأخيرة وإنشاء عديد الشركات التابعة، بالإضافة إلى تطور عمليات الشركة البحرية أو البرية فهناك برنامج وخطط لزيادة هذه النسب في المستقبل.
وأضاف أن نسبة القطريين في المناصب القيادية العليا بقطر للبترول تصل إلى 98 بالمائة وفي الصف الثاني تصل إلى 68 بالمائة، مؤكدا على تواصل عملية تأهيل القطريين للتعيين وتولي المناصب القيادية بقطر للبترول، حيث تبدأ عملية التأهيل ببرامج الابتعاث الخارجية والداخلية ووضع خطط تدريبية تفصيلية للقطريين قبل استلام مهام عملهم.
ونوه المولوي بمسيرة التنمية التي تشهدها دولة قطر في كافة المجالات، وعلى وجه الخصوص في تنمية وتأهيل الموارد البشرية، مؤكدا أن الفضل في ذلك يعود للرؤية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير البلاد المفدى، الذي وضع تنمية الإنسان القطري في قمة الأولويات.
جدير بالذكر أن قطر للبترول استطاعت خلال الأربعين عاما الماضية قيادة مسيرة تطوير قطاع النفط والغاز في دولة قطر، حيث حققت عملياتها الواسعة إنجازات متعددة للدولة، التي تمتلك ثالث أكبر مخزون من الغاز الطبيعي في العالم.
وقد أصبحت قطر للبترول اليوم المصدر الأول للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث يبلغ إنتاجها السنوي 77 مليون طن، كما تعتبر عاصمة العالم في صناعة تحويل الغاز إلى سوائل.
وبالنسبة للأسواق العالمية في كافة أنحاء العالم تعتبر دولة قطر موردا موثوقا للطاقة، وقد استطاعت قطر للبترول من خلال العمليات المتنوعة لشركاتها التابعة ومشاريعها المشتركة، أن تسهم في توسعة الطاقات الإنتاجية لدولة قطر ليس فقط بالنسبة للنفط الخام والغاز الطبيعي، بل لتشمل أيضا مختلف المنتجات البتروكيماوية، ومنتجات التكرير، والإضافات البترولية، والهيليوم، والعديد من المنتجات الأخرى.
وتبقى قطر للبترول على التزامها بمواصلة العمل من أجل تطوير صناعة النفط والغاز في دولة قطر، فمشاريعها الحالية والمستقبلية تسير وفق رؤيتها التي تم إطلاقها مؤخرا بأن تكون "مؤسسة نفط وغاز عالمية المستوى، جذورها عميقة في قطر، وحضورها متميز في العالم".