القاهرة - مصر اليوم
فشل الاجتماع الثالث لمنظمة “أوبك +” ،اليوم الاثنين، بعد تصاعد حدة الخلاف بين السعودية والإمارات حول الاتفاق على كميات الإنتاج. وكانت السعودية وروسيا قد توصلتا يوم الجمعة الماضي إلى زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى أواخر عام 2022. لكن الإمارات العربية المتحدة امتنعت عن التوقيع على الصفقة، اذ تريد رفع حصتها من الإنتاج بنحو 600 ألف برميل يوميا من 3.2 مليون برميل إلى 3.8 مليون برميل يوميا . وكانت أسعار النفط قد تخطت اليوم 77 دولارا للبرميل اليوم خبراء يؤكدون اشتعال الأسعار بالأسواق. من جانبه قال دكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول، إن أسعار النفط ستشهد ارتفاعا كبيرا الفترة القادمة بعد فشل اجتماع اليوم متوقعا أن يتخطي 100 دولار للبرميل.
أضاف القليوبي أن موقف الامارات بتمديد الاتفاق وتعديل الحصص حسب رغبتها أمر غير واقعي يهدد سوق النفط ككل في ظل التوترات السياسية والصحية التي يشهدها العالم. علق مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق على فشل اجتماع منظمة أوبك في الوصول إلى اتفاق بخصوص زيادة الإنتاج بسبب تعنت الأمارات أن سوق النفط العالمي تغير وانتهى عصر العرض والطلب في تجارة النفط وأصبح سوق يتحكم فيه المنتجون فقط. وأضاف أن الدول المنتجة تقوم بتخفيض سقف الإنتاج لتحديد كم محدد للمعروض من النفط ليحقق معادلة سعرية تتمشى ورغبة المنتجين. وتابع أن الإمارات تريد أن تحسب حصتها بشكل مختلف حتى تتمكن من ضخ المزيد من النفط، مؤكدا أنها لا بد أن توافق في نهاية المطاف على زيادة الإنتاج حتى تستقر الأسواق.
وبين يوسف أن المنتجين يخشون كثيرا من ارتفاع مبالغ لأسعار النفط كونه سيؤدي إلى اللجوء لبدائل والاستعاضة بها عن النفط في المستقبل، وهو عكس ما تريده أوبك وحلفاءها من استدامة الطلب علي النفط مستقبلا. وأشار إلى أن ذلك يدفعهم للوصول لأسعار عادلة مناسبة للنفط تتوافق مع المستهلكين هدف أساسي تسعى إليه المنظمة.
أسباب الخلاف وفشل المفاوضات
وكانت الامارات قد هددت بالانسحاب من منظمة أوبك قبل ذلك وتأتي الخلافات في الوقت الذي تعاني فيه مخزونات الخام الأمريكية من التراجع الحاد المستمر لـ 6 أسابيع على التوالي، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تصريحات تليفزيونية، إن هناك شبه إجماع من كافة دول تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل يومياً، اعتباراً من أغسطس المقبل، والمقترن بتمديد اتفاق التحالف حتى نهاية 2022، باستثناء دولة الإمارات التي تعترض على خطة التمديد. وقال وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي في تصريحات تليفزيونية إن بلاده تؤيد ضرورة زيادة الإنتاج بداية من شهر أغسطس حتى نهاية أبريل من عام 2022، لكنها لا توافق على التمديد المشروط باتفاقية جديدة، ومن حقها أن تطالب بمراجعة إنتاجها ومساواتها بجميع الدول، وبالتالي يجب فصل قرار التمديد عن قرار الزيادة. أكد الوزير على أن ما يقرب من ثلث إنتاج الدولة من النفط معطل بسبب الاتفاق الحالي، في الوقت الذي تعطى فيه دول أخرى مساحات إنتاجية ولا تمتلك القدرة على تلبيتها نظرًا لتراجع قدراتها الإنتاجية بعكس الإمارات.
العراق تحذر من زيادة الإنتاج
وحذر مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الاثنين، من أن الذهاب لأية زيادة في إنتاج النفط داخل دول تحالف "أوبك+" دون تنسيق مسبق قد يمهد لحرب أسعار واختلالات سوقية خطيرة. قال صالح لوكالة الأنباء العراقية "إن الزيادات في الإنتاج داخل الدول الأعضاء في أوبك يجب أن تتم بحذر وبتنسيق عالٍ بين الدول الأعضاء نفسها لتجنب اية تخمة محتملة في معروض النفط الخام قد تحدث اختلالات سعرية غير مرغوبة. وأوبك بلس هو اتفاق يضم 23 دولة مصدرة للنفط منها 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). جرى التوصل لهذا الاتفاق في نوفمبر 2016 بهدف خفض إنتاج البترول لتحسين أسعار النفط في الأسواق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :