رأى تقرير اقتصادي متخصص ان الأوضاع المتوترة في العراق ستؤثر على أسواق النفط العالمية لاسيما ان انتاج النفط تضرر فعليا هناك في وقت خرجت مناطق عراقية عديدة عن السيطرة.
وقال تقرير "الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية" الصادر هنا اليوم انه برغم تعطل جزء كبير من الانتاج على المدى القصير إلا أن معاناة أسواق النفط مستمرة ويحتمل أن تظل أسعار النفط مرتفعة للفترة المتبقية من العام الحالي وهي نتيجة من شأنها أن تزيد ايرادات الدول المصدرة للنفط.
وأضاف أن توقعات الوكالة الدولية للطاقة عام 2013 اعتبرت العراق أحد أهم مصادر نمو العرض النفطي مع تقدير امكانية انتاج 11 مليون برميل يوميا عام 2040 "وهذا السيناريو يتطلب وجود الاستقرار المستدام والاستثمار على مدى ال 25 عاما المقبلة وهو أمر غير محتمل بعد التطورات الأخيرة".
وأوضح انه برغم ارتفاع انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الامريكية إلا أن أسواق النفط ستضل ضيقة لسنوات مقبلة اذا ما كان العراق غير قادر على زيادة الانتاج.
وذكر ان العراق عام 2013 كان ينتج أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا مرتفعا على معدل 3ر1 مليون برميل يوميا الذي سجله قبل عشر سنوات فقط وكان النمو أقل سرعة في السنوات الخمس الماضية لكنه لا يزال كبيرا حيث توسع الانتاج من 4ر2 مليون برميل يوميا عام 2009 الى 2ر3 مليون برميل يوميا عام 2013.
وبين أن التوسع العراقي كان أسرع منه في الكويت حيث زاد النمو الكويتي من 5ر2 مليون برميل يوميا الى 1ر3 مليون برميل يوميا إلا أن وتيرته كانت أبطأ من النمو الاماراتي الذي زاد من 7ر2 الى 6ر3 مليون برميل يوميا فقط.
ولفت تقرير (الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية) الى أن أي تعطل في انتاج هذه الحصة الصغيرة نسبيا من الانتاج العالمي يمكن أن يكون له تأثير هائل في أسعار النفط حيث أثبت الانتاج العالمي ضعفه في الأشهر الأخيرة.
وقال إن الوكالة الدولية للطاقة طلبت في مايو الماضي من الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) زيادة الانتاج بمقدار مليون برميل يوميا على الفور وذلك لأن مشاكل استخراج النفط في فنزويلا وليبيا وجنوب السودان ونيجيريا كانت تضيق العرض النفطي العالمي.
وأشار الى أن التطورات الاخيرة في العراق مع هذه الظروف من ندرة النفط شكلت قلقا واسع النطاق و وقد ارتفعت أسعار نفط برنت والتي كانت تتحرك ضمن نطاق 105 و 110 دولارات العام الماضي لتصل اليوم الى ما يقارب 115 دولارا.