وزير النفط السوري

بحث وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس سبل تعزيز اتفاقية التعاون الموقعة بين الوزارة وجامعة البعث “كلية الهندسة الكيميائية والبترولية” وذلك خلال تفقده واقع العمل والإنتاج في الشركتين العامتين للفوسفات والمناجم ومصفاة حمص.
وأكد العباس خلال لقائه اليوم إداراتي الشركتين العامتين للفوسفات والمناجم ومصفاة حمص أن واقع العمل والإنتاج في جميع المؤسسات والشركات النفطية في سورية جيد ومقبول بالنظر إلى حجم التخريب والأذى الذي تعرض له القطاع النفطي على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة من تدمير وتخريب وسرقة ونهب للمواد الأولية والآليات إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت على سورية في مؤامرة مرسومة ومخطط لها لاستهداف البلاد عامة.
ولفت العباس إلى أنه تم إيجاد البدائل وتأمين كل الاحتياجات لتشغيل المنشآت والاستمرار بالعملية الإنتاجية بحدود مقبولة بالاعتماد على الدول الصديقة مشيرا إلى أنه ما من مادة يصعب تأمينها رغم العقوبات في ظل تطبيق القانون 51 الذي منح المرونة الكافية للاستيراد.
وأوضح العباس وجود ضغط زائد لتأمين كميات كافية من الفوسفات للمقايضة بمواد تموينية وفق ضوابط لجنة وزارية مشكلة لهذه الغاية مؤكدا أن الأزمة إلى زوال وأنه مع عودة قطاع النقل للشركة العامة للفوسفات عادت العملية الإنتاجية لوضع أفضل وصولا إلى إنتاج مخطط له بالخطة الخمسية 11 لستة ملايين طن سنويا.
82وطالب وزير النفط إدارتي الفوسفات ومصفاة حمص بضرورة العمل على الالتزام التام بقواعد الأمن والسلامة المهنية من حيث تشدير الشاحنات الناقلة للفوسفات حفاظا على البيئة والإنسان وتوفير اللباس العمالي وفق القوانين الوزارية في جميع مواقع العمل ووضع لوحات تحذيرية وإرشادية في مصفاة حمص لمنع وقوع أي حوادث طارئة فيها لما في ذلك من خسارة في الأرواح والاقتصاد الوطني.
وشدد العباس على ضرورة التدقيق في الطلبيات وكل المعاملات في الشركتين والاطلاع بشكل مستمر على أسعار الفوسفات عالميا وإعداد تقرير عن واقع الفوسفات السوري وإعداد الخطة الإنتاجية والاستثمارية للشركتين للعام القادم بما يتناسب مع الظروف الحالية وإمكانية التنفيذ.
وأشار العباس إلى أن أعمال الصيانة جارية لخط الغاز العربي الذي استهدفته المجموعات الإرهابية المسلحة في 27 نيسان الماضي بهدف إعادته للاستثمار بما يسهم في تخفيف معاناة الأهالي في المنطقة الجنوبية نتيجة انقطاع الكهرباء حيث يغذي محطات دير علي والناصرية وتشرين بالغاز اللازم لتوفير الكهرباء موضحا أن إنتاج الغاز حاليا هو 15 مليون متر مكعب يوميا تزود الشبكة الكهربائية بالغاز في حين كان الإنتاج قبل الأزمة 28 مليون متر مكعب يوميا.
وقال الوزير إن الوزارة بدأت باستخدام البطاقة الذكية بدلا من قسائم المحروقات منذ أول نيسان للعام الحالي وتم التوجيه لاستخدامها في باقي الجهات العامة اعتبارا من 15 حزيران الجاري بينما يتم التجهيز لتطبيقها في محطات الاستهلاك الذاتي كمرحلة ثانية موجها بضرورة الانتهاء من صيانة الخزانات وكل المواقع التي استهدفها الإرهاب بمصفاة حمص وفق الخطة المقررة وانكفاء ظاهرة بيع المواد البترولية وخاصة “المازوت” على جانبي الطرقات العامة ومحاسبة المحطات المخالفة والمتاجرين بقوت المواطن مؤكدا مسؤولية الوزارة في تأمين احتياجات المواطنين كافة من المشتقات النفطية.
ولفت العباس إلى وضع خطة لتوزيع المحروقات للموسم الشتوي القادم منذ الآن والمتابعة وتأمين الحراسة لخط الغاز العربي للتمكن من الوصول إليه وإصلاحه والعمل على إعداد موازنة كمية ومادية وتقرير دقيق بالتكاليف.
بدوره أشار الجيولوجي عبد الرحمن البيريني مدير الشركة العامة للفوسفات والمناجم الى متابعة عمليات النقل والإنتاج والتصدير في الشركة بعد عودة تدريجية للأمن والأمان في المحافظة وعلى خطوط النقل ما بين المناجم ومواقع التصدير منوها بتنفيذ 42 بالمئة من خطة العام الحالي ووصول قيمة المبيعات منذ بداية العام حتى تاريخه إلى نحو 4 مليارات ليرة سورية.
وأوضح البيريني أن إحدى الصعوبات التي تواجه العمل تتمثل بتوقف النقل بالقطار ومخاطر النقل بالسيارات على طريق المناجم وخاصة أن تحقيق الخطة الإنتاجية يتعلق مباشرة بإمكانية نقل المادة من المناجم إلى مراكز التصدير في مرفأ طرطوس ولبنان والشركة العامة للأسمدة.
من جهته بين مدير الشركة العامة لمصفاة حمص المهندس أكرم سلطان أن العملية الإنتاجية في المصفاة مستمرة رغم تعرض المصفاة لعشرات القذائف الإرهابية والضغوط الكبيرة التي تعانيها في تأمين مستلزمات الإنتاج منوها بالجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون كافة بهدف استمرارية عجلة الإنتاج وتأمين مختلف المشتقات النفطية في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وجال وزير النفط على عدد من المواقع التي استهدفها إرهاب المجموعات المسلحة ومنها محطة معالجة مياه “الديمي” أي المياه منزوعة الأملاح التي تستخدم في محطة القوى للإنتاج الكهرباء والبخار كما زار الوحدة 22 لتقطير المنتجات والخزانات.
وخلال لقاء وزير النفط مع رئيس جامعة البعث الدكتور أحمد مفيد صبح والدكتور محمد عيسى أمين فرع جامعة البعث للحزب والدكتور عماد نوفل عميد كلية الهندسة البتروكيميائية والبترولية أكد الوزير على ضرورة تعزيز آفاق التعاون والتنسيق للاتفاقية الموقعة بين وزارة النفط والثروة المعدنية ورئاسة جامعة البعث بخصوص تبادل الخبرات والمعارف والإشراف على رسائل الماجستير والتخرج والبحث العلمي لافتا إلى أن التعاون المثمر والبناء كان وما يزال منذ تأسيس الجامعة وإلى اليوم.
وقال العباس إن الهدف من لقاء اليوم هو تقوية وتعزيز العلاقات ما بين الوزارة والجامعة لتأهيل وتدريب الكوادر والاستثمار الأمثل للثروة النفطية والمعدينة في سورية من خلال استخدام مخابر الجامعة لأعمال المؤسسات والشركات النفطية أو التابعة للوزارة من تحليل وقياس وتجارب لما لها من وثوقية متبادلة ما بين الجامعة والكادر التدريسي مشددا على ضرورة تطوير المناهج الجامعية بما يواكب الاختصاصات الجديدة والمواقع الجديدة المحدثة في الوزارة من خلال تدريب الطلبة بشكل عملي فيها وخاصة في ظل المتغيرات والتطورات التي يشهدها قطاع النفط في العالم اليوم.
وأبدى رئيس جامعة البعث صبح استعداد الجامعة التام للتنسيق والتعاون البناء وفقا للاتفاقية الموقعة مع الوزارة من خلال تبادل المعلومات والزيارات والخبرات والتدريب المستمر مؤكدا استقرار سير العملية التدريسية والامتحانية في الجامعة بشكل طبيعي واستمرار العمل من أجل التوسع بالكليات واحداث اختصاصات جديدة نظرا للإقبال الكبير الذي شهدته الجامعة هذا العام حيث وصل عدد الطلبة فيها إلى أكثر من 120 ألف طالب وطالبة.
ورأى أمين فرع جامعة البعث للحزب أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المحافظة فقد استمر العمل المؤسساتي في رحاب جامعة البعث التي كانت بمثابة الرئة التي تنفست من خلالها حمص وعززت المسيرة العلمية حيث كانت ولا تزال الحاضنة الوطنية للجميع في المحافظة لافتا إلى ما تعرضت له كلية الهندسة الكيميائية والبترولية بكوادرها ومخابرها النوعية ومبانيها من إرهاب المجموعات المسلحة في دير بعلبة.
من جهته لفت عميد كلية الهندسة البتروكيميائية والبترولية إلى ضرورة توافر أماكن وتنقل أمن للطلبة لتدريبهم عمليا مبديا استعداده لتقديم كل أشكال الدعم لتفعيل سبل التعاون بين الوزارة والجامعة بهدف الارتقاء بالصناعات النفطية والثروة المعدينة في سورية.