"الجزيرة الحمراء"

كانت الجزيرة الحمراء بإمارة رأس الخيمة، أو كما كان يطلق عليها جزيرة «الزعاب» في أيامها المجيدة أكثر المناطق ازدحاماً سكانياً، أما اليوم وبعد مضي 200 عام على هجرة سكانها لم يبقَ سوى أطلال مهجورة تعكس وجوهاً متباينة من الماضي .

لكنها جذبت أنظار العالم مجدداً بعد ترميمها لتعكس وجهاً حضارياً لهذه المنطقة القديمة. وقد سلطت عليها أضواء الشهرة العالمية، لا سيما بعد أن أصبحت نموذجاً لتجسيد نمطاً من الجزر في أكثر من فيلم.

من هنا نقدم بعض اللقطات الحصرية لأماكن معينة بالجزيرة ممنوع دخولها نظراً لأعمال التنقيب والترميم. فالجزيرة الحمراء تعد مثالاً حياً على عراقة الماضي والأهمية التاريخية لدولة الإمارات وإمارة رأس الخيمة ، فهي جزيرة تجمع بين أطلالها الجمال ودلالات الماضي بعراقته ، وهو ما يجذب الناس إليها بشدة.

وبحسب مؤرخين للجزيرة الحمراء، تعتبر أقدم منطقة عرفت في إمارة رأس الخيمة، اكتشف فيها ركام كبير من الهياكل والأسطح الخارجية، ما أشار إلى الأنشطة الإنسانية فيها، عدا عن اكتشاف الفخاريات والخرز وشباك الصيد وأدوات من الصوان.


 لقطات حصرية لأماكن معينة بالجزيرة الحمراء ممنوع دخولها نظراً لأعمال التنقيب والترميم، فالجزيرة مثال حي على عراقة الماضي والأهمية التاريخية لدولة الإمارات وإمارة رأس الخيمة ، فهي تجمع بين أطلالها الجمال ودلالات الماضي بعراقته ، وهو ما يجذب الناس إليها بشدة.#البيان_القارئ_دائما

روايات

والجزيرة الحمراء حسب كثير من الروايات والأبحاث لم تكن جزيرة داخل البحر كما يوحي اسمها ويتبادر للأذهان، فهي كانت شبه جزيرة وأصبحت جزيرة نتيجة حركة المد والجزر.

كما اختلفت الروايات ذاتها على أصل تسميتها بـ«الحمراء» فالبعض ذكر بأنه يعود نسبة إلى اللون الأحمر لعلم قبيلة «الزعاب»، فيما رواية أخرى تؤكد أن التسمية تعود إلى لون رمالها القريب للحمرة، وأن شاطئ الجزيرة تكثر فيه الشعب المرجانية ذات اللون الأحمر.

وأطلال هذه الجزيرة التي تعد من أهم قرى عمارة الأحجار المرجانية المستخدم على ساحل الخليج العربي آنذاك. بحيث لا يزال مدفوناً بالعديد من القلاع والحصون والأبراج الأثرية والتراثية ومنها:

«حصن الجزيرة الحمراء» الذي لم يبق منه سوى جزء صغير نظراً لقدمه، و«بيت البرج الدائري» الذي يعتبر مجمعا سكنيا مكونا من عدة بيوت لها أبراج مستديرة ملتفة حول الساحة ومسجدا بمئذنة مخروطية. وتتألف آثار الجزيرة بشكل عام من حوالي 334 مبنى تراثياً، منها 11 مسجداً، و18 محلاً تجارياً قديماً ومدرستان. فيما الاكتشافات مستمرة على قدم وساق لتكوين واقع افتراضي في تصور ما كانت عليه.

لا يعرف للآن السبب الحقيقي لأن تصبح الجزيرة مهجورة وخاوية على عروشها، وتغدو الآن مكانا لهواة التاريخ والآثار، فقد تم إدراج الجزيرة ضمن المواقع الأثرية التي تعمل مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، ووزارة البنية التحتية ودائرتي الآثار والمتاحف والخدمات العامة برأس الخيمة على تأهيلها لتكون مزارا سياحيا عالميا.

كما تقرر في الوقت ذاته السماح للسائحين والزوار بزيارة أجزاء محددة لمنع التخريب فيها.

في حين سلط الضوء مجدداً على الجزيرة وجذبت الاهتمام العالمي بعد أن صارت نموذجاً استوحيت منه مواقع تصوير أخرى لأجزاء من سلسلة أفلام أخرجها الأميركي توب هوبر صاحب الفيلم الشهير «ذي تكساس تشينسو ماساكر» وأنتجته شركة «إيمج نيشن» في أبوظبي عام 2012 تحت عنوان «أم دويس»، إلى جانب الفيلم الشهير الإماراتي «لعنة أبليس».

تحفة

تعتقد عاشقة الآثار فاطمة الزعابي أن القرية ستلعب دورا هاما في المستقبل، حيث تقول: من الصعب علي حتى الآن تصديق تحول هذا المكان إلى مجرد مزار سياحي.

وإن كان من الجميل جداً ما ستتحول إليه المنطقة من تحفة أثرية تترك انطباعا عميقا في نفوس زوارها ليحملوا في نفوسهم مشاعر وأشجان من عاشوا هنا. وربما لم يكتب العمر الإنساني لهذه القرية أن تستمر ولكن ما بقي منها تجربة في صناعة الإنسان الذي لا يبقى على حال.