عمارة القاهرة الخديوية

تنظم مؤسسة الشموع للثقافة والفنون برئاسة الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم في السابعة يوم السبت المقبل ندوة حول القاهرة الخديوية، تحت عنوان "التعبير العمراني عن مصر الليبرالية: كوزموبوليتان على ضفاف النيل"، يتحدث خلالها الباحث المعماري الدكتور أحمد صدقي.
وتقام الندوة وسط أجواء معرض الفنان الدكتور رمضان عبد المعتمد "الشموع ذكرى البداية".

والقاهرة الخديوية هي ظاهرة معمارية وعمرانية تستحق التوقف عنده؛ إذ هي من أولى ملامح التغيير والتحول؛ ليس فقط في مصر ولكن في المنطقة العربية، والشرق الأوسط وأفريقيا حين بدأ العالم وقتذاك في خلع ثوبه التقليدي وأُسلوب الحياة في العصور الوسطى؛ ليضع محله كلاسيكية محدثة على عكس الدارج الذي يشي بأن ما اجتمعت ثقافات مختلفة إلا ونتج صراع بينها، لكن مصر أبت إلا أن تكون بوتقة المختلف، وصارت بشكل سبق بل وتفوق على حواضر وصفت بمدن العلم و النور.

ويتلمس الباحث المعماري د. أحمد صدقي؛ عبر العمران المميز لتلك الظاهرة الحضارية البصرية الفنية وبالطبع الحياتية؛ هذا التمييز في رحلة تبدأ مما كان، والنشوء وتطور ونمو وخسوف الظاهرة المعمارية العمرانية الكوزموبوليتان الأهم في منطقة القاهرة الخديوية.

وعلي مدى خمسة وعشرين عاما عكف د. أحمد صدقي على تطوير الأبحاث والعمل كمصمم معماري وعمراني وخبير للتطوير الاستراتيجي للمناطق التاريخية والمتدهورة عمرانيا بشكل عام؛ واضعا جل اهتمامه بالمنطقة العربية محيط دراسته وأبحاثه وعمله، حيث صمم وأدار عمليات التطوير لمشروعات تعدت في قيمة أحدها الخمسة مليارات ریال سعودي.
ومن أهم المشروعات التي قام بها؛ دلائل التطوير العمراني والمعماري للمنطقة التاريخية بالدرعية سنة 2002 ميلادية، كما درس وحاضر في العديد من الجامعات ببريطانيا والسعودية ومصر، وله العديد من الأعمال المنشورة أهمها كتاب "الحياة مع التراث: الحفاظ العمراني بالمدينة العربية الإسلامية"، وهو دراسة نقدية متخصصة لعمليات الحفاظ العمراني بالقاهرة التاريخية باللغة الإنجليزية صدر عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2009.

ويعمل صدقي حاليا خبيرا للتطوير العمراني، وممثلا لمشروع مدن الطاقة النظيفة والاستدامة بحوض البحر الأبيض المتوسط التابع للاتحاد الأوروبي. وقد تنوعت خبراته بين البحث الأكاديمي والدراية الواسعة بدارسة منطقة المعماري والعمراني ، حيث يطمح فى بث الوعى بقيمة التراث لتوسيع قاعدته الداعمة وإدارة الموروث المادي؛ ليدعم كوعاء أصلي قيم تراثنا المعنوي ومنتجاته الثقافية.