القاهرة ـ مصر اليوم
من بين أرشيف ضخم من الصّور الفوتوغرافية، يمتلك متحف الفن الإسلامي في القاهرة مجموعة نادرة توثّق لزيارات بعض الزعماء التاريخيين خلال القرن الماضي إلى مصر، وتؤرّخ كذلك للعديد من الأحداث السياسية والتاريخية المهمة، التي ارتبطت بهذه الزيارات، ويحتفي المتحف بهذه الصور النادرة خلال احتفاله بمرور 117 عاماً على افتتاحه.
وتعد الصورة التي تجمع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بالزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف داخل متحف الفن الإسلامي خلال زيارة خروتشوف لمصر في مايو (أيار) عام 1964، من أهم الصور التي يحتفظ بها، إذ توثّق للزيارة التاريخية، التي جاءت خلال الاحتفال بإنجاز إحدى مراحل العمل في مشروع بناء السد العالي في أسوان (جنوب مصر) حين زار السد وبعض المعالم الأثرية.
وتعتبر مجموعات الصور النادرة التي يمتلكها متحف الفن الإسلامي جزءاً من تاريخه العريق، ويجري التعامل معها باعتبارها مُقْتنيات تراثية مهمة، وفقاً للدكتور ممدوح عثمان، مدير عام المتحف الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «المتحف يمتلك أرشيفاً ضخماً من الصور الفوتوغرافية التي يعود بعضها إلى أوائل القرن الماضي، وتوثّق للعديد من الأحداث السياسية والتاريخية المهمة بجانب كونها جزءاً من تاريخ المتحف العريق وشخصيته التي صاغها على مدار 117 عاماً، لذلك تُعتبر الصورة جزءاً من الأحداث السياسية، فطوال سنوات المتحف كان مقصداً لكل الزيارات الرسمية لرؤساء وزعماء العالم، فتقريباً كل ضيف يزور مصر رسمياً تصطحبه القيادة السياسية لزيارة المتحف».
واحتفل المتحف بمرور 117 عاماً على تأسيسه في 28 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، إذ دُشّن في التاريخ نفسه من عام 1903، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان يعرف باسم «دار الآثار العربية»، وهو الاسم الذي تغير عام 1952 إلى متحف الفن الإسلامي، وبدأت فكرة إنشائه في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، ويضمّ مجموعات متنوعة من الآثار الإسلامية والمخطوطات من دول كثيرة منها الهند والصين ومصر والأندلس وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وشمال أفريقيا.
وتعدّ صورة ملك إيطاليا فيكتور إيمانويل رفقة الملك فؤاد خلال زيارته للمتحف عام 1935، واحدة من الصور التي تحوّلت إلى جزء مهم من قصة تاريخية أكبر، متجاوزة حدود توثيق زيارة أو حدث، إذ كان إيمانويل آخر ملوك إيطاليا التي تحولت إلى جمهورية عام 1946 عقب استفتاء شعبي، ولجأ الملك الإيطالي إلى مصر وعاش في مدينة الإسكندرية، واتخذت القصة منحى أكثر درامية إذ توفى إيمانويل عام 1947 في نفس يوم ذكرى افتتاح المتحف الذي يوافق 28 ديسمبر (كانون الأول)، ودُفن في مصر إلى أن أُعيد رفاته إلى إيطاليا في 18 ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، ونُقل إلى ضريح خاص بالعائلة في مدينة فيكوفورتي بمقاطعة كونيو شمال غربي إيطاليا حيث دُفن إلى جانب زوجته الملكة إلينا دل مونتينيغرو التي أُعيد جثمانها هي الأخرى من قبرها في مونبيلييه بفرنسا حيث عاشت في المنفى آنذاك.
وتكتسب بعض الصور الفوتوغرافية أهمية أكبر من غيرها، خصوصاً عندما ترتبط بتوثيق أحداث تاريخية أو قصص لأشخاص عايشوا هذه الأحداث وفقاً للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة عين شمس، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الصور الفوتوغرافية القديمة تراث ثقافي ومادي يتساوى في الأهمية مع المُقْتنيات الأثرية الأخرى بالمتاحف، فهي توثّق لأحداث تاريخية يرتبط بعضها بالسياق التاريخي العام وتؤرخ لحدث بعينه».
ويضمّ أرشيف المتحف مجموعات متنوعة من الصّور الفوتوغرافية على غرار صورة زيارة البرنس إمبرتن نجل ملك إيطاليا التي تعود إلى عام 1927، والزعيم اليوغسلافي الشهير جوزيف تيتو خلال زيارته للمتحف أوائل سبعينات القرن الماضي، ومجموعة صور لزيارات متكرّرة للملك فاروق، وصورة للرئيس المصري الراحل حسني مبارك خلال زيارته للمتحف عام 1983.
قد يهمك ايضا
"مجنون ليلى الفارسي" تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة
متحف الفن الإسلامي في مصر يوثّق طقوس الاحتفال بـ”المولد النبوي”