الإسكندرية - محمد المصري
أكّد وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، الشيخ محمد العجمي، أنه تقرر أن تطلق المديرية هذا الأسبوع أمسيات دينية في جميع مساجد المحافظة تحت عنوان (منهج الإسلام في التقويم الفكري).
وأكد العجمي أن "اختيار هذا الموضوع يأتي في ظل ما تمر به مصر الغالية من بعض الهجمات الشرسة من بعض الفئات الضالة التي تروع الآمنين وتعتدي على الأشخاص والممتلكات، لذلك فواجب علينا كدعاة أن نتحمل واجبنا نحو وطننا وأن نشرح بسهولة ويسر كيف قوم الإسلام فكر الأشخاص وبموازنةً سريعةً بين تقويم الإسلام، وتقويم غيره للمعوجِّ؛ لرأينا بجلاء نجاحَ منهجِ الإسلام في الوصول إلى الهدف التقويمي من أيسر السُّبل، وبأرجح الوسائل".
وأوضح "أن الإسلام يعتبر المخطئ مريضًا، ومن ثَمَّ فهو يُعالِجه بجرعات متتابعة ومُتدرِّجة تدريجًا تصاعديًّا، ولقد ثبت بالتجريب نجاحُ ذلك النهج، إذ لو قلَبْنا الوضع، وقمنا مُتدرِّجين تدريجًا تنازليًّا لما حصل العلاج المنشود، فالإنسان مجبول على العِناد، وصدْمه بالعلاج المؤلم أو العقاب الشديد يُوصِد أمامه أبوابَ الأنانية والإصلاح، ويدفعه دفعًا إلى التمادي في العِصيان، ومن ثَمَّ نجد الإسلام لا يفتأ يُكرِّر في القرآن الكريم الآيات التي تُنبِّه إلى فتْح أبواب التوبة والتبشير بقَبُول التائبين".
وأضاف وكيل أوقاف الإسكندرية أن فتح باب التوبة بهذه الطريقة الرحيمة منهجٌ تقويمي وتربوي ممتاز، فالذي يجد الإغضاء عن أخطائه الأَولى أنه سيَخجل من نفسه، ويتوب إلى ربه، ويثوب إلى رُشده؛ ليَحظى بالغفران والرِّضوان، وليس صحيحًا أن يقول أحد معترضًا: "أن قَبُول التوبة يُشجِّع على استمراء الذنب"؛ لأن الإسلام في حَصافته العلاجية لا يقبل التوبة من المتلاعبين المستمرئين المعاصي بحُجة قَبُول التوبات، يتجلى هذه الحسم العنيف في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴾.
و أعرب العجمي، عن حزنه الشديد، تجاه مشهد طعن عدد من السائحات علي شاطئ إحدى القرى السياحية في مدينة الغردقة، والذي أدى إلى وفاة اثنتين وإصابات آخرين، وكذلك حادثة البدرشين في محافظة الجيزة قوة أمنية نظامية يمطرها ثلاثة من الإرهابيين الجبناء بوابل من الرصاص فلا يبقوا أحدًا منهم علي قيد الحياة، دون أن تطلق القوة رصاصة واحدة، وهنا يجب علينا تقدير المجهودات الجبارة التي يقدمها هذا الجهاز العظيم الذي دفع وما زال يدفع ثمن فاتورة أمن الشعب المصري من دماء أبنائه فداء لهذا الوطن العزيز، مشددًا على استعداد كل المصريين للتضحية بأرواحهم من أجل تراب هذا البلد الغالي قائلًا:"كلنا فداء مصر وعلى الدوام تحيا مصر".