مقابر و قصور و معابد تل العمارنة

كشفت دراسة للأثري أحمد مصطفى مفتش آثار منطقة تل العمارنة عن معالم وأسرار مقابر وقصور ومعابد مدينة تل العمارنة الأثرية المدينة المهجورة التي تقع على بعد 10كم من مدينة ملوى بمحافظة المنيا.

وأوضح مصطفى - في تصريح اليوم بمناسبة الإعلان غدا عن توصل كلية الآثار لاكتشاف مقبرة من العصر اليوناني والروماني وبها 12 مومياء كاملة في تون الحجر بالمنيا مركز ملوي - أن تل العمارنة كانت مهجورة قبل اختيار إخناتون لها كعاصمة للبلاد ، ولم يستمر عمر المدينة أكثر من 17 عاما ، حيث عاش بها ملكان بعد إخناتون وهما سمنخ كارع وتوت عنخ آتون قبل رجوعه إلى طيبة وهجرته هو وكل من معه في المدينة ، ثم أصبحت المدينة مهجورة ، حيث لم يجرؤ أحد على سكن المدينة فيما بعد في كل العصور التاريخية التي تليها ، وذلك بسبب ارتباط المدينة بالمعبود آتون والذي قام كهنة آمون بمسح أى لقب مرتبط بذلك المعبود ، بل واعتبروا المدينة ملعونة.

من جانبه، ألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان الضوء على معالم هذه الدراسة ، حيث أوضح أن أهم ما كانت تحويه مدينة إخناتون هو مجموعة من المقابر وصل عددها إلى 26 مقبرة نحتت في الصخر ، وأحد تلك المقابر كان مخصص لدفن العائلة الملكية وأخذت نفس تصميم المقابر في وادي الملوك مكونة من ممر منحدر به ثلاثة ممرات متفرعة منه ، ولم يدفن فيها سوى الأميرة ماكت آتون إبنة الملك إخناتون والتي توفت أثناء فترة حكمه.

وأضاف أن باقي المقابر الـ 25 خصصت لأفراد الطبقة الحاكمة والنبلاء في عهد الملك إخناتون ، وانقسمت إلى 6 مقابر في الجانب الشمالي من المدينة ، و19 مقبرة في الجانب الجنوبي ، وتشابهات بشكل كبير الموضوعات التي صورت على جدران تلك المقابر، حيث كان أهمها زيارة الملك والملكة للمعبد الآتوني، وأيضا منظر الملك والملكة وبناتهم وهم في وضع التعبد للإله آتون داخل معبده.

وأشار إلى أن الفنان في تلك الفترة تحرر من القيود في تصوير بعض الموضوعات التي تخص الملك وأسرته، حيث صور إخناتون في أحد المقابر وهو يقبل زوجته نفرتيتي، كما صورت نفرتيتي في أحد المقابر وهي ترضع أحد بناتها، وهي موضوعات كانت نادرة التصوير على جدارن المقابر خاصة الملكية.

وعن معابد المدينة، أشار إلى أن تل العمارنة تضم معبدا لآتون ، ولكن أهمها ما يعرف بالمعبد الآتوني الكبير والذي شيده الملك إخناتون للإله آتون وهو المعبد الرئيسي بالمدينة وكان أكبرها ، حيث وصل طوله إلى 1كم تقريبا من الشرق إلى الغرب و 250م من الشمال إلى الجنوب ، والذي يختلف تصميمه عن معابد الدولة الحديثة ، فهو أقرب إلى معابد الشمس في الأسرة الخامسة ، حيث تميز بعدم وجود سقف وذلك ليسمح بدخول ضوء الشمس ، ومعظم أجزاء المعبد شيدت بالطوب اللبن عدا الأعمدة والبوابات ، وكان يحيط بالمعبد سور كبير طوله 800م وعرضه 300م ، ويتوسط جداره الغربي مدخل على هيئة صرح بين برجين عاليين من الطوب اللبن.