القاهرة - مصر اليوم
أكد الدكتورعبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار أن الطرق الحربية بسيناء فى عصر مصر القديمة والعصر البيزنطى والعصر الإسلامى كانت قلاعا وحصونا دفاعية قهرت كل من سولت له نفسه العبث بأمنها.
وقال ريحان ، فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم بمناسبة عيد تحرير سيناء ، إن الطريق الحربى القديم فى سيناء يمتد من قلعة ثارو بالقنطرة شرق حتى مدينة رفح ، لافتا الى ان هذا الطريق تم منذ أيام الدولة الوسطى (2133-1786ق.م.) ولقد قام الملك سيتى الأول (1318-1304ق.م.) بإنشاء وتجديد نقاط الحراسة كما أمر بحفر الآبار واستطاع أن يؤمّن الطريق وتابع سيره فيه حتى وصل إلى لبنان وانتصر عليها وأمر أميرها بإحضار كميات ضخمة من خشب الأرز إلى مصر.
واضاف ان الملك سيتى الاول قام كذلك بحملة أخرى على قادش على نهر العاصى وسحق أعدائه وسجل على جدران بهو الأساطين بالكرنك مناظر تصور حروبه وطول هذا الطريق 150كم وهو الطريق الذى قهر الهكسوس والفرس حين غزوهم لمصر.
وأوضح أن الطريق الثانى هو طريق صدر وأيلة الطريق الحربى الذى اتخذه صلاح الدين عبر سيناء لقتال الصليبيين وكان يسلكه فى غزواته بالشام ، وأنشأ عليه مراكز محصنة ونقاط حراسة وبنى قلعته برأس سدر (قلعة الجندى أو قلعة الباشا) وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لتأمين هذا الطريق ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندى (100كم جنوب شرق السويس ) وينحدر إلى وادى العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180كم جنوب شرق السويس ) وعبر عدة أودية وجبال إلى وادى طويبة الذى يؤدى لجزيرة فرعون (260كم شرق السويس ) ثم يستمر شرقا إلى مفرق العقبة.
وأكد أن سيناء كانت حائط الصد الأول ضد كل الغزاة عبر التاريخ وكانت بحق مقبرة الغزاة وانتشرت القلاع الحربية فى ربوعها من شمالها لجنوبها ووسطها ففى شمال سيناء قلعة العريش وقلعة الطينة وقلعة الفرما وفى الوسط قلعة نخل وفى الجنوب قلعتى صلاح الدين فى طابا ورأس سدر والنقطة العسكرية المتقدمة بنويبع وقلعة رأس راية بطور سيناء علاوة على القلاع والأبراج الدفاعية فوق الجبال قبل العصر الإسلامى وحتى الأديرة الذى بناها جستنيان بسيناء فى القرن السادس الميلادى كانت على هيئة حصون مثل دير سانت كاترين ودير الوادى بطور سيناء ليؤمن سيناء وطرقها التجارية ضد مخاطر الفرس.
وأشار الى أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا تبعد 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى حين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م وتم طرده ومتابعته ، لافتا الى أن القلعة تحتوى عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالى ويخترقه 14 برجا من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى ، ويدعم هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل لإطلاق السهام كما تحوى قاعة للمشورة الحربية وغرفة قيادة وحجرات للجنود وخزانات مياه ومسجد وحمام بخار.
وعن قلعة الجندى برأس سدر ، اوضح انه سميت بهذا الإسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6م مما يزيد من مناعتها والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب حيث تقع على بعد 5كم منها عين ماء تسمى عين صدر ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن.
واضاف ان القلعة بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدنى معين تتكون من شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع طولها ما بين 100 إلى 150م وأقصى عرض 120م محاطة بسور دفاعى عرضه 2م دعمت أركانه بأبراج دفاعية وتحوى ثلاثة خزانات للمياه ومسجدين ومصلى خاص بصلاة العيدين فقط.