انتفاخ الهلال

ظهر بوضوح خلال العام الجاري، ظاهرة “انتفاخ الأهلةّ” والتي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم، بأنها إحدى علامات الساعة الصغرى، وذلك بحسب رواية عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم : (من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة) – صحيح الجامع.

وفي اللغة العربية، تعرف ظاهرة انتفاخ الأهلة حسبما يرى علماء اللغة، أن يُرى الهلال ساعة طلوعه بشكل أكبر من المعتاد، فيظن بأنها أبن ليلتين، بينما هو لازال في الليلة الأولى.

ولم تكن تلك هي العلامة الوحيدة التي ظهرت هذا العام، بل أثارت ظاهرة انحسار الماء عن نهر الفرات جدلًا واسعًا في الصحف العربية، وما أثاره وزير الخارجية العراقي بارتباط الأمر بأنه إحدى علامات ودلائل ظهور المهدي المنتظر، فعلى مدار ساعات طويلة ماضية، تسببت تصريحات الوزير في إثارة حالة من الجدل في الأوساط العراقية والعربية، وبدأ البعض يتساءل بشأن هل هناك علاقة بين انحسار نهر الفرات وبين ظهور المهدي المنتظر؟
ولكن هل انتفاخ الأهلة هي أولى علامات الساعة الصغرى ظهورًا ؟ بالتأكيد هذا غير صحيح، فعلامات الساعة الصغرى بدأت في الظهور منذ زمن طويل وهناك العديد والعديد من علامات الساعة الصغرى التي تحققت ولازال هناك ما لم يتحقق حتى الآن، ويكفي أن نعرف بأن بداية ظهور وتحقق علامات الساعة كان  بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى علامات الساعة الصغرى، حيث أخبرنا المصطفى في حديث نبوي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (بُعثت أنا والساعة كهاتين)، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى – صحيح مسلم.