وزارة الآثار

هرة في 5 نوفمبر /أ ش أ/ ينظم متحف ركن حلوان الأربعاء المقبل معرضاً مؤقتا تحت عنوان "حياة ملك"، احتفالا بمرور 75 عاما على افتتاحه، وذلك بقاعة الاستقبال بالمتحف ، تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار .

وأوضحت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار - في تصريح اليوم - أن هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة المعارض المؤقتة التي يحرص قطاع المتاحف بالوزارة على إقامتها بين الحين والآخر في مختلف المناسبات، إيمانا منه بالدور المجتمعي الذي تلعبه المتاحف المصرية ، وحرصه على ربط العامة من محبي الآثار المصرية بحضارتهم وتاريخهم .
وأضافت أنه من المقرر أن يضم المعرض قطعا أثرية تستعرض شخصية الملك فاروق وحياته والتعريف بتاريخ المتحف خاصة ، ومدينة حلوان عامة، ومنها لوحة تمثل آية الكرسي من القرآن الكريم وأسفلها إهداء للملك فاروق من أحد سكان حلوان يوم افتتاح الاستراحة، وصورة فوتوغرافية للملك فاروق يتم خلالها سرد لحياة الملك وتاريخ توليه الحكم، ولوحة من الجلد أهديت من أحد أصحاب المطابع للملك فاروق يوم 6 مايو 1947 في ذكرى جلوسه على العرش.
وتابعت أنه إلى جانب هذا المعرض سيقيم المتحف عددا من الجولات الإرشادية لزواره ، للتعريف بتاريخ المتحف وما يضمه من قطع أثرية، بالإضافة إلى إقامة مجموعة من الورش الفنية يقيمها القسم التعليمي بالمتحف ، حيث سيتم عمل مونوجرام الملك فاروق سيتم وضعه على بوابات المتحف المختلفة، كما ستقوم إيمان أحمد المشرف على متحف ركن حلوان بإلقاء محاضرة عن مدينة حلوان ولماذا اختار الملك فاروق هذا المكان تحديدا لإقامة استراحة له.

وتقع استراحة ركن فاروق على النيل بمحاذاة الطريق الرئيسي الواصل من القاهرة إلى حلوان، عند نهاية كورنيش النيل في مدخل حلوان، وافتتح الملك فاروق هذا المكان يوم الخامس من سبتمبر عام 1942 حين اختاره ليكون بمثابة استراحة له ، وظلت الاستراحة على حالتها بعد قيام ثورة يوليو حتى تم ضمها عام 1976 إلى قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، حيث خضعت لقانون الآثار الذي يجرم التعدي عليها .

ويرجع تاريخ الاستراحة لعام 1916 عندما اختار المهندس الإيطالي أرسان جوفان هذه البقعة لإنشاء كشك للشاي (كافيتريا) تتبع فندق جراند أوتيل ، وفي عام 1932 اشتري الكشك الثري المصري محمد بك حافظ ، وفى عام 1935 اشتراها الملك فاروق كقطعة أرض فضاء تصل مساحتها بعدما أضيف إليها من حدائق إلى 11 ألف متر مربع ، وشيدت الاستراحة الملكية على مساحة 440 مترا مربعا منها.
واستغرق بناء استراحة فاروق عاما كاملا وأحيطت بها حديقة خضراء بعد إنشائها ضمت نباتات نادرة فيما حددت بسور من الحجر، وحرص الملك فاروق على تزويد استراحته بكل ما هو ثمين، فضلا عن اختياره لبعض النماذج الأثرية الخاصة ليضمها إليها وعلى الرغم من حرص الملك فاروق على تأثيث الاستراحة وفق أحدث الطرز آنذاك، إلا أن آخر ملوك مصر لم يقم فيها طويلا، أو بالأحرى لم يأتها زائرا، سوى مرتين فقط، على الرغم من إعدادها بما يليق بالملوك والحكام.
وشيدت الاستراحة على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي و له بوابة كبيرة في خلفية القصر و يضم حجرات الخدم و ملحقاتها والزائر للمتحف يقابله في مدخله تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعي محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام ، بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور عليها 12 فصا عتيقا و العقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب .

ويعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسي للاستراحة، ويضم سلما رخاميا يؤدي إلى الردهة الخارجية التي تؤدي إلى ردهة داخلية و منها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل علي النيل، ويضم لوحات رائعة لأشهر فناني العالم آنذاك منها لوحة القاهرة القديمة لايكوهمان ، وتمثال الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه ، ويرجع تاريخها إلى عام 1866 وعازفة الهارب ومجموعة تماثيل نادرة ولوحات برونزية ، كما تضم الاستراحة غرفة الملكة ناريمان و بها سريرها وقد اكتسى بمفرش باللون الروز و مرآة و صورة لها و الملك في حفل زفافهما الأسطوري آنذاك، إلى جانب هذه المقتنيات يوجد راديو مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي عبارة عن شكل معبد تزينه بعض العواميد المخروطية بتيجان مزخرفة علي شكل زهرة اللوتس وعليه اسم الملك باللغة الهيروغليفية.

وبداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التي أهديت لملكتي مصر السابقتين فريدة وناريمان وعددها 379 عروسة تنتمي إلى 33 دولة بأزيائها المختلفة وأشكالها المتميزة، كما يوجد كرسي العرش المذهب وكرسي ولى العهد، وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسي عرش الملك توت عنخ آمون الأصلي الموجودة في المتحف المصري ، وتعد الساعة التي أهداها ملك إنجلترا السابق للخديوي إسماعيل من أثمن ما يضمه المتحف في هذا الطابق.