ضمن جهوده لنصرة القضية الفلسطينية أطلق الأزهر الشريف حملة بعنوان «القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية» باللغتين العربية والانجليزية يفند من خلالها المزاعم المغلوطة والأباطيل ورفع وعى الشباب بالقضية الفلسطينية، والتصدى لما يتم ترويجه من قبل المنصات الإعلامية الصهيونية من شبهات ومزاعم مغلوطة حول القدس وعروبتها، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدها حى «الشيخ جراح» ومحاولة تهويده عبر التهجير القسرى لسكانه من الفلسطينيين لطمس عروبته والاستيلاء عليه، إضافة إلى الاعتداءات الإرهابية التى يرتكبها الكيان الصهيونى على مناطق متفرقة بالقدس وغزة والعديد من الأحياء والمدن الفلسطينية.وثق الأزهر من خلال حملته للمعلومات الصحيحة والثابتة التى تؤكد على عروبة القدس، معتمدا فى ذلك على مصادر تاريخية موثقة؛ تُقدم فى صورة فيديوهات وتصميمات وقصص من خلال صفحات الأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب، باللغتين العربية والانجليزية، وذلك بالتعاون مع أساتذة متخصصين فى التاريخ الإسلامى. وأثبت بالأدلة والشواهد الأثرية كذب الادعاءات الصهيونية حول القدس، مشددًا على أن عروبة القدس ضاربة فى أعماق التاريخ منذ ستين قرنا من الزمان، حيث بناها اليبوسيون العرب فى الألف الرابع قبل الميلاد، مؤسسين لحضارة عربية ذات طابع خاص، موضحا أن اليبوسيين بناة القدس الأوائل هم إحدى قبائل العرب الكنعانيين الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية واستقروا بأرض فلسطين، وأقاموا فيها حضارتهم، وهم أول من سكن القدس، وأول من بنى فيها لبنة. وقد اختاروا موقعًا مميزًا لإنشاء مدينة القدس بوسط أرض كنعان (فلسطين) على أحد التلال المطلة على قرية (سلوان) بفلسطين، وهو مكان محصن من ثلاث جهات، فبنوا القلاع وأنشأوا الحصون، وأقاموا حولها سورا عظيما ظل لقرون طويلة، حتى جدده وأعاد بناءه السلطان العثمانى سليمان القانونى.

وأن مدينة القدس عرفت فى بداية تأسيسها باسم بُناتها الأوائل وهم اليبوسيون، فأطلق عليها مدينة يبوس، كما عرفت باسم «أور سالم» أى مدينة سالم نسبة إلى القائد اليبوسى العربى الذى أشرف على بنائها. وقد ذكرت بهذا الاسم فى النصوص الأثرية القديمة مثل (الهيروغليفية والآشورية)، وإليه يرجع المسمى الإفرنجى «جيروزاليم Jerusalem» والذى تم تحريفه إلى «أورشليم».والشواهد الأثرية تنطق بعروبة القدس، ومن أبرزها: عين سلوان، وهى البئر التى حفرها اليبوسيون قديما؛ للوصول إلى نبع الماء، وتقع على مسافة ثلاثمائة متر من الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم القدسى، وقد أطلق عليها المقدسيون «أم الدرج»؛ لأنَ الوصول إليها يتم عن طريق دَرَج أو سلم. ومن الشواهد الأثرية أيضا حصن يبوس، فقد عثر الأثريون على أجزاء كبيرة من الأسوار والمنشآت العسكرية اليبوسية القديمة، مثل «حصن يبوس» أقدم أبنية المدينة، وقد شيده اليبوسيون على القسم الجنوبى من الهضبة الشرقية، وشيدوا فى طرفه برجًا عاليًا للسيطرة على المنطقة، وأحاطوا الحصن بسور.وثالث الشواهد الأثرية هو اكتشاف الأثريين فى منتصف القرن العشرين لوحات طينية بالقرب من القدس مكتوبة باللغة الكنعانية، يرجع تاريخها إلى 2500 ق.م.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"دينية النواب المصري" تطالب بزيادة موازنة جامعة الأزهر الشريف

الأزهر الشريف يعلن حاجته لبعض الوظائف الشاغرة في "نظام الندب الداخلي" في قطاع المعاهد