باريس - أ ش أ
قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اليوم الأربعاء، إن الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية يعد اعترافا بالمساهمة الكبيرة للغة العربية فى تعزيز الثقافة العالمية.وأضافت بوكوفا – فى الكلمة التى ألقتها بمقر المنظمة بباريس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية الثانى – أن هذا اليوم يؤكد تجديد تمسك العالم بالتعدد اللغوى الذى يعد جزءا أساسيا من التنوع الثقافى، ويعكس ثراء الوجود الإنسانى ويتيح الانتفاع بموارد غير محدودة للتحاور والتعلم والتطور والعيش فى سلام. وأوضحت مديرة المنظمة الأممية أن اللغة العربية "تكتنز" ثقافة إسلامية وتحمل أصوات الشعراء والفلاسفة والعلماء الذين سخروا عمق هذه اللغة وجمالياتها لخدمة الإنسانية، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن اللغة العربية تحمل هويات وقيم ما يقرب من 422 مليون مواطن فى العالم العربى وحوالى 5ر1 مليار مسلم يستخدمونها فى صلواتهم اليومية فهى محرك لتعزيز القيم المشتركة. وتابعت: "ومن هذا المنطلق، فإن اليونسكو تدعم المجلس الدولى للغة العربية الذى يضطلع بدور أساسى فى تحقيق الترابط فيما بين ثقافات اللغة العربية واللغات الأخرى عبر العالم"، كما أن المنظمة تسهم فى عدة مبادرات إقليمية ترمى إلى ترويج اللغة العربية مثل المنبر الإلكترونى المخصص للمدرسين " التعليم للقرن الحادى والعشرين".وأشارت المديرة العامة لليونسكو إلى إمكانية حشد هذه القوة لنشر المعرفة وتشجيع التفاهم وبناء مجالات التعاون لتحقيق التنمية وإحلال السلام، كما أن اليونسكو تخصص الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية هذا العام لدور وسائل الإعلام فى نشر اللغة العربية وتعزيزها، منوهة بأن وسائل الإعلام فاعلة ومحورية فى التعبير عن الرأى العام. وأكدت حرص اليونسكو على دعم وسائل الإعلام العربية بوصفها قوة للحوار والإعلام والمواطنة، مشددة على ضرورة تعزيز إعداد الصحفيين وزيادة الدعم المخصص لتنمية وسائل الإعلام، مستعرضة المبادرات التى تنظمها اليونسكو فى هذا الصدد ومن بينها المنتدى العربى السادس للصحافة فى تونس الذى عقد فى نوفمبر أو مؤتمر قمة المدونين العرب المقرر عقده فى يناير المقبل تمثل فرصا للتفكير فى أوضاع الصحافة العربية الحرة والتعددية واحتياجاتها. وقالت بوكوفا إن وسائل الإعلام يمكنها ان تلعب دورا بوصفها أدوات أساسية فى الحياة الجماعية والمواطنة، فاللغة العربية والإمكانات التى توفرها يمكن أن تساعد مواطنى العالم الخاضع للعولمة على العيش معا مع الحفاظ على تنوعهم، مذكرة بتمسك اليونسكو بتعزيز استخدام اللغة العربية فى نطاق أنشطتها فى الدول الأعضاء ومن ثم تعزيز تأثير البرامج فى هذه الدول. من جانبه، أكد رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو السفير زياد الدريس، أن المحور الرئيسى للاحتفال باليوم العالمى للغة العربية هذا العام هو "دور الإعلام فى تقوية أو إضعاف اللغة العربية" وذلك فى إطار أهمية الدور الذى تقوم به وسائل الإعلام فى نشر اللغة الأم. وأشار السفير الدريس إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية والذى يشارك به عدد من الإعلاميين من كافة البلدان العربية، بالإضافة إلى خبراء الإعلام واللغة العربية ونخبة من الكتاب والباحثين والدبلوماسيين والعاملين فى اليونسكو.وكانت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" التابعة لليونسكو، قد قررت فى اجتماعها الذى عقد فى 23 أكتوبر الماضى اعتماد اليوم العالمى للغة العربية كأحد العناصر الأساسية فى برنامج عملها لكل عام. كما قرر المجلس التنفيذى لليونسكو فى دورته 190 فى أكتوبر 2012 تكريس يوم 18 من ديسمبر "كيوم عالمى للغة العربية" والذى احتفلت به اليونسكو العام الماضى للمرة الأولى، وجاء اختيار 18 ديسمبر لأنه اليوم الذى أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها. يشار إلى أن خطة تنمية الثقافة العربية "أرابيا" التى أنشأتها اليونسكو عام 1999 تهدف إلى "توفير إطار يمكن فيه للبلدان العربية تنمية تراثها الثقافى، بحيث يصان الماضى مع التركيز بوجه خاص على المستقبل، ويفتح العالم العربى على التأثيرات والتكنولوجيات الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربى".