البرلمانية آمنة نصير

 انتقدت أستاذة الفلسفة في جامعة الأزهر، البرلمانية آمنة نصير، أخذ “حقن الرجال”، كوسيلة لتنظيم النسل، معتبرة هذه الوسيلة “محرّمة شرعا”، مؤكدة أن تنظيم النسل حلال في الإسلام، لكن بوسائل أخرى غير الحقن.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي، في برنامج “آخر النهار”، المذاع على قناة “النهار”، أمس الأربعاء، وهذه ليست المرة الأولى التي تدلي فيها البرلمانية بتصريحات تثير حالة من الجدل، فقد أثارت نصير، حفيظة التيار السلفي المتمسك بضرورة ارتداء المرأة للنقاب، وذلك عندما صرحت بأن النقاب ليس زيا إسلاميا، بل شريعة يهودية أصيلة وردت في كتابهم المقدس، وأكدت أن العهد القديم نص على أن المرأة اليهودية إذا تجاوزت ردهة بيتها بدون غطاء الوجه، خرجت من الشريعة اليهودية، مشيرة إلى أن نظرة التوراة للمرأة، مريرة للغاية.

وقالت نصير إن مصر بها 4 ملايين مرتد، دون أن تذكر مصدر هذه الإحصائية، مؤكدة اعتراضها على قتلهم أو سجنهم، طالما أنهم لا يحاربون الإسلام أو يحرضون المسلمين على الارتداد، وأضافت أنّ "الله أعطى للإنسان الحق في الاعتراف به، ليس في شريعتنا قتل المرتد لأنه ترك الإسلام، لكن يقتل إذا حارب أو قاتل الإسلام والمسلمين”، وهو ما دفع السلفيين إلى انتقادها.

وبالرغم من أنها أحد علماء الأزهر الشريف، فإن نصير تتمنى إيقاف عمل المعاهد الأزهرية تماما، معتبرة إياها بمثابة قنبلة موقوتة ربما تنفجر في وجه الدولة بأي وقت، ورفضت نصير إلحاق صفة الشرعية بمسمى “المايوه”، معتبرة ذلك استهانة بكلمة “الشريعة”، مؤكدة أن الله عز وجل ترك للإنسان حرية الاختيار في كل شيء، ولفتت إلى أن بعض المصريين أصيبوا بمرض الوصاية، إذ أصبحوا أوصياء على بعضهم البعض في أشياء كثيرة، مستشهدة بقوله تعالى: “من شاء فليؤمن”، وتابعت: “والله عيب علينا، يجب أن ندرك أن هناك حرية للإنسان، يجب أن تترك له حتى يحاسبه الله على أساسها”.

وعن حرمانية الرقص وتأثير مشاهدته على الأطفال، دعت نصير إلى ضرورة وضع ضوابط داخل البيت للتحكم في هذا الأمر، لكنها أوصت بألا تكون هذه الضوابط خانقة، مضيفة: “لو فيه رقص في فيلم أو مسلسل، فهذا يكون ضمن سياقه الدرامي، وهنا يمكن للآباء أن يشغلوا أبناءهم بأي شيء إذا كانوا يتأففون من هذا الموقف”، وذكرت أنّه “لو جت راقصة وإنت قاعد في فرح ترقص عادي اتفرج ولا حرج، وإذا كان المنظر يؤذي صاحبه فمن حقه ترك الفرح دون أن يعكنن على الآخرين فهو حر في هذا”، موضحة أن الجدال حول هذه الأمور يجعل الناس تركز معها وتتعقبها.

وهاجمت البرلمانية، نواب حزب النور السلفي، لرفضهم تغليظ عقوبة ختان الإناث لتصبح السجن من 5 إلى 7 سنوات، قائلة: “أنا أستعجب من أسلوب السلفيين، فقضية المرأة لديهم ليس لها ثمن”، وانتقدت السلفيين: “يتحدثون عن الختان باعتباره من الشريعة الإسلامية، وهذا غير صحيح، بدليل أن هذه العادة لا تمارسها الدول العربية سوى دول حوض النيل، فالختان قضية فرعونية إفريقية قديمة”، وتابعت أنّ “القرآن الكريم خال تماما من أي إشارة لهذا الأمر، ولم نعرف أن زوجات النبي محمد وبناته تم ختانهن، لكن للأسف السلفيون يتشبثون بالقشور، ويتحدثون عن ذلك بنوع من الجبروت دون احترام الحقيقة العلمية”.

واعترضت نصير على زي بعض طالبات الجامعات، خاصة ارتداءهن ملابس الجينز الضيقة، مؤكدة: “المدرج مكان مقدس كالمسجد”، وأضافت، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “بتوقيت مصر”، عبر شاشة “التليفزيون العربي” أنّ “كل إنسان له الحق أن يلبس ما يريد، والبنطلون المقطع له تاريخ قديم في أوروبا منذ المرحلة المدرسية، التي كانت فيها أوروبا خالية من العلم والحضارة فكانوا يلبسون دون دراية، هذه ثقافة لا تتفق مع ثقافتي المصرية المنضبطة، فلنا مظهرنا نحترمه ولنا ملبسنا في أسلوبه، الطالبة التي تذهب للمدرج وترتدي الجينز الضيق أو الممزق داخل المدرج أمر أرفضه، فالمدرج مكان مقدس لا يقل عن المسجد، وما الجمال في ارتداء تلك الملابس، فأنا أراه شيئا من القبح وخاليا من الجمل وبعيدا عن ثقافتي وموروثي”.

وترى نصير أن المرأة ليست ملزمة بخدمة زوجها وأبنائها وبيتها، إنما ذلك فضل منها، مبررة قولها: “أريد للبيت المصري أن تعود إليه السكينة والمودة والرحمة، لكن حرص المرأة على التفاني في خدمة زوجها ورعاية أبنائها يعتبر من المروءة التي يجب أن تتصف بها”.

وطالبت نصير، بمنح الزوجة نصف ثروة الرجل إذا رغب في تطليقها، وإذا مر على زواجهما 25 عاما، وأوضحت أنّه “إذا مكثت المطلقة في بيت الزوجية دون عمل لمدة 5 سنوات تحصل على 5% من دخل زوجها، وإذا مكثت 10 سنوات تحصل على 10% من دخل الزوج”، وترى أن تسريح الرجل لزوجته بعد مرور أكثر من 30 عاما على زواجهما يعد نوعا من الغدر، ولم تؤيد نصير اتجاه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إلى فرض الخطبة المكتوبة على الأئمة في جميع المحافظات، مؤكدة أن هذا القرار يقتل الاجتهاد، ويلغي مبدأ المواءمة، موضحة أن الخطبة يجب أن تناسب المتلقي وتتناول شئون حياته، وهذه أشياء تختلف من مكان لآخر.