القاهرة - مصر اليوم
أخيرًا سيصبح بمقدور عشاق أدب المبدع الفذ ضمير مصرنا النابض نجيب محفوظ أن يستنشقوا عطر عالمه، فى حيه الأثير الذى عاش فى أرجائه وتحدث عن ناسه فى العديد من إبداعاته الخالدة.. الجمالية تلك المنطقة العريقة التى احتضنت شطرا من حياته الخصبة، وها هى ذى الآن تحتضن متحفه الذى طال انتظاره، بعد الكثير من التعثر والعناء الذى اعترض طريق إنشائه وإعداده، وعقب الافتتاح تحدث إلينا عدد من المفكرين والنقاد وتلاميذ محفوظ المقربين من عالمه عن هذه الخطوة، وهل يجدونها نهاية المطاف على طريق تخليد اسم ضمير مصر المخلص، وإحياء ذكراه بين الأجيال، وماذا يقترحون فى هذا الصدد؟.
فى البداية يقول المهندس عماد العبودى أحد حرافيش نجيب محفوظ المقربين من قلبه: أتمنى ألا تكون خطوة أخيرة فى مسيرة تكريم أديب نوبل مصر، وأن تتبنى الدولة إقامة مهرجان أدبى يحمل اسمه ورصد جائزة دولية تمنح باسمه، وتخصيص قاعة تدريس تحمل اسمه فى كلية آداب القاهرة بقسم الفلسفة الذى تخرج فيه، وأخشى أن يتحول متحف محفوظ إلى مكان لا يعبر عن ملامحه مثلما حدث مع متحف أمير الشعراء أحمد شوقى، بل أرجو أن يصبح مثل متاحف الأدباء العالميين مثل بوشكين وتولستوى، وأمنيتى أن يضم المتحف صورا نادرة لمحفوظ مع أدباء وشخصيات عالمية.
ويقول مجدى سعد أحد حرافيش البارزين: خطوة المتحف جاءت متأخرة جدا، فقد كان يجب افتتاحه منذ سنوات، وأتمنى أن أرى ضمن المقتنيات مخطوطات أعماله، إلى جانب تجميع المقالات والدراسات التى كتبت حول أعماله وأن تصدر فى مجلد واحد.
أما الناقد المتميز المقرب من عالم محفوظ د.حسين حمودة فيقول: أتصور أن افتتاح مركز محفوظ الذى يتجاوز مجرد كونه متحفا يمثل خطوة مهمة جدا، على سبيل امتداد تجربته، وتخليده فى الذاكرة المصرية والعربية والإنسانية، وأيضا على سبيل وضع أعماله متاحة أمام الأجيال للاكتشاف وإعادة الاكتشاف، وأتمنى ألا يتوقف هذا المتحف عند خطوة افتتاحه بل يجب إخضاعه للتطوير باستمرار بمده بالدراسات الجديدة عن أعماله، وتنشيطه بعقد الندوات، وكذلك بتنظيم ورش الكتابة الإبداعية، وتقديم كل ما كان لدى محفوظ من مقتنيات ومسودات، وأتمنى أن تكون هناك قائمة بأسماء كل من شارك بتبرع فى جمع مقتنيات ومسودات المتحف، وكذلك أتمنى أن تكون هناك دعاية كافية حول المتحف، وأن يوضع على جدول أنشطة الزيارات السياحية، فهذا المركز باختصار يمثل احتراما لقيمة إبداعية مصرية وعربية وإنسانية كبيرة، وأشكر كل من ساهموا فى إنشاء المتحف وافتتاحه على رأسهم وزيرة الثقافة.
بينما ترى الناقدة د.أمانى فؤاد فى هذه الخطوة معنى أكبر من تكريم محفوظ الذى جرى الاحتفاء به كثيرا سواء قبل حصوله على جائزة نوبل أو بعدها، وهو أن المتحف تكريم لكل مصرى على اعتبار أن ذلك المبدع الفذ هو نتاج مصرى من هذه التربة السمراء الخصبة، والإطلاع على مسودات أعماله ومقتنياته عبر هذا المتحف يشعرنا بأن أديبنا العظيم لايزال رغم رحيله مؤثرا فى حياتنا.
وتقول الأديبة د.ضحى عاصى: طبعا المتحف خطوة ضرورية فلا يصح ألا يكون هناك متحف لأديب الحرافيش الحاصل على نوبل، والمتحف فى الواقع خطوة متأخرة، وهى جزء من ترسيخ قيمة الإبداع والمبدعين، ولكن العمل على جعله مزارا مطروقا أيضا مهم جدا عبر العديد من الوسائل مثل ضم زيارة المتحف إلى برامج الرحلات فى المدارس.
ويقول الناقد د.رضا عطية: بالتأكيد متحف محفوظ كان ضرورة،لأنه أعظم أديب مصرى عربي، طبعا وهناك الكثير من الخطوات التى يجب على الدولة أن تقدمها لا أقول تكريمًا لمحفوظ ولكن استثمارا لمنجزه، وأهم خطوة يجب أن نقدمها فى تصورى هى إعادة الاعتبار لأدبه على المستوى الرسمى بأعتماد روايات له ضمن مقررات المناهج الدراسية لأن ثمة ضرورة لأن يؤسس العقل المصرى على نصوص مبدعة كأعمال محفوظ وتوفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازي، والذى أتمنى أن أراه فى هذا المتحف هو سجل لحوارات محفوظ وتسجيلات لكل لقاءاته وحواراته، ونسخ من كل طبعات إبداعاته
وفى الختام تقول القاصة الشابة شيرين طلعت: يعد هذا المتحف الذى جرى افتتاحه مؤخرًا من الخطوات المهمة للثقافة فى مصر بل فى الوطن العربى ككل، فمحفوظ هو الأديب العربى الوحيد حتى الآن الذى فاز بجائزة نوبل،
وهو المبدع الذى بمجرد ذكر اسمه تتجلى الحارة المصرية والحرافيش، فهذا المتحف الذى يحوى مقتنياته وكتبه وأوراقه بخط يده، ربما كان ينقصه أن يكون حيًّا يشهد على هذا الحدث الجلل ويسعد به، وأتمنى أن يجرى تنظيم رحلات مستمرة لطلاب المدارس وأن تكون هناك صالات لعرض أفلامه يوميًا، كما أطمح إلى أن تكون هناك أمسيات سردية وشعرية تعقد ولو بصفة دورية.
قد يهمك أيضاً :