التقى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس قادة قبرص للتشجيع على تكثيف الجهود من اجل انهاء انقسام الجزيرة منذ اربعين عاما وايضا للحصول على دعم للعقوبات الاوروبية ضد روسيا رغم كلفتها الاقتصادية.
واجرى بايدن محادثات خلال الغداء مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الذي سجلت علاقات قبرص مع الولايات المتحدة تحسنا ملحوظا منذ توليه الرئاسة العام الماضي وتعهده اقامة "شراكة استراتيجية" وذلك بعد عقود من التحفظ ازاء واشنطن.
واستعرض المسؤولان حرس الشرف ووضعا اكليلا على ضريح الرئيس الراحل الاسقف مكاريوس الثالث قبل ان يتوجها الى الاجتماع.
وبعد الظهر، من المقرر ان يعبر بايدن المنطقة العازلة التي تشرف عليها الامم المتحدة لاجراء محادثات مع زعيم القبارصة الاتراك درويش ايروغلو.
وقبرص مقسمة الى شطرين منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي في تموز/يوليو 1974 ردا على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.
ولا تعترف سوى تركيا بالشطر الشمالي في قبرص، وطمان بادين القادة القبارصة اليونانيين ان زيارته لا تحمل تغييرا في الموقف الاميركي.
وقال بايدن ان واشنطن تعترف فقط ب"حكومة واحدة شرعية" في قبرص برئاسة اناستاسيادس. وهو ثاني نائب رئيس اميركي يزور الجزيرة والاول منذ 1962.
واضاف بايدن ان "زيارتي والمحادثات خلالها لن تغير هذا الواقع".
وتابع انه يريد تقديم الدعم لمحادثات اعادة توحيد الجزيرة التي اطلقها مجددا القادة الاتراك في شباط/فبراير، الا ان على القادة القبارصة ان يتفقوا حول تفاصيل تسوية في ما بينهم.
وقال "ان الاوان ليتوحد القبارصة في فدرالية من منطقتين ومجموعتين". لكنه اضاف انه لم يات "ليعرض حلا او يفرضه".
ويفترض ان يتناول بادين العشاء مع اناستاسيادس وايروغلو ومفاوضين من الجانبين في المنطقة العازلة بالاضافة الى رئيسة بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في قبرص ليزا باتنهايم.
وترحب الاسرة الدولية بدور اكبر للولايات المتحدة في المحادثات بين الجانبين على امل تحقيق اختراق بعد سنوات من الجمود.
ولم تحصل اي مشاركة اميركية على مستوى رفيع لانهاء تقسيم الجزيرة منذ رفض القبارصة اليونانيون خطة للامم المتحدة من اجل اعادة توحيد الجزيرة في استفتاء في 2004.
ويؤيد اناستاسيادس تقديم تنازلات كبيرة من الجانبين لتعزيز الثقة قبل اي استفتاء حول تسوية شاملة.
وقد دعا خصوصا الى استعادة منتجع فاروشا في فاماغوستا الذي كان الوجهة السياحية الاولى في الجزيرة الا ان الجيش التركي اخلاه من السكان واغلقه طيلة السنوات الاربعين الماضية.
وفنادق المنتجع التي استضافت في الماضي مشاهير هوليود مثل اليزابيث تايلور وريتشارد بورتن تتداعى منذ عقود ومفاوضو الجانب القبرصي يطالبون بارسال معاينين لاعداد مشروع من اجل اعادة احياء المنتجع.
الا ان ايروغلو والقادة الاتراك اعلنوا مرارا ان البلدة ستعاد الى سكانها الاصلييين ضمن تسوية شاملة.
ومن المتوقع ان يحث بايدن الذي قدم من رومانيا حيث هدد روسيا بعقوبات اضافية اذا قوضت الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا الاحد، اناستاسيادس على الا تحول علاقات قبرص الاقتصادية مع روسيا دون اتخاذ موقف اوروبي موحد من المسالة.
وقال بايدن "علينا ان نكون صارمين وموحدين امام تدخل روسي".
وتثير مسالة فرض عقوبات اضافية على روسيا حساسية كبرى في نيقوسيا حيث يودع المستثمرون الروس اموالا بمليارات اليورو في المصارف القبرصية.
وكانت قبرص اعلنت ان فرض عقوبات اضافية يمكن ان يضر باقتصادها الذي تاثر الى حد كبير نتيجة ازمة الديون في منطقة اليورو، مما اضطر اناستاسيادس الى طلب خطة مساعدة في اذار/مارس 2013 ادت الى انكماش كبير في البلاد.
وتقيم قبرص منذ عقود علاقات وثيقة مع روسيا لمواجهة ما يعتبره القبارصة اليونانيون تواطؤا اميركيا في الغزو التركي لشمال الجزيرة في 1974.
وتعتبر احتياطات الغاز المكتشفة نقطة اساسية اخرى في محادثات نائب الرئيس الاميركي، خاصة ان الاتحاد الاوروبي يبحث عن بديل للغاز الروسي الذي يغطي حوالي ربع حاجاته وتستخدمه موسكو كعامل ضغط.
ومنحت اكتشافات الغاز الجديدة قبالة السواحل القبرصية املا لانعاش اقتصاد الجزيرة ولتسريع عملية السلام بين الشمال والجنوب.
ومن الممكن ان تتحول تركيا الى زبون كبير لقبرص فضلا عن كونها تشكل معبرا الى اوروبا، ولكن من المستحيل الوصول الى ذلك من دون اتفاق يضع حدا لانقسام الجزيرة.
أ.ف.ب