وزير الخارجية المصري سامح شكري

يتوجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في زيارة تترقبها أوساط سياسية ودبلوماسية عديدة، خلال ساعات إلى العاصمة الأميركية واشنطن، يلتقي خلالها نظيره الأميركي، مايك بومبيو، وعددًا من المسؤولين والمعنيين بالعلاقات المصرية الأميركية، مع توقعات بنقاشات مستفيضة بشأن مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية الساخنة.

فيما جزم مراقبون بأن "إتمام اتفاق استئناف المساعدات العسكرية، وإعادة فتح ملف حظر جماعة الإخوان المسلمين" سيكونوا على رأس المباحثات بين الجانبين، فيما قال رسميًا السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، الأحد، إن شكري سيجري مباحثات ثنائية مع بومبيو بمقر وزارة الخارجية الأميركية، تتناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك برنامج المساعدات الأميركية بمختلف جوانبه الاقتصادية والتنموية والعسكرية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري حاليًا، في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، أن ملفي حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب سيشكلان رأس أجندة المباحثات المشتركة، وذلك في أعقاب التطور الإيجابي بين القاهرة وواشنطن مؤخرًا، متمثلًا في إتمام اتفاق استئناف المعونة العسكرية الأميركية لمصر، والذي يعكس ثقة متبادلة بين الإدارتين المصرية والأميركية.

وأضاف العرابي، أن الوفد المصري مطالب بالتأكيد على أهمية الدور المصري وثقله في المنطقة لضمان أمنها واستقرارها، مثمنًا المجهود الذي تقوم به المؤسسات الدبلوماسية المصرية وعلى رأسها وزارة الخارجية، في تحقيق مكتسبات تحاول بعض الدوائر الأميركية حرمان القاهرة منها، قائلًا "الدبلوماسية المصرية قادرة حتى الآن على تخفيف ضغوط كثيرة وتحقيق مصالح الدولة المصرية بشكل ممتاز".

أما أمين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، طارق الخولي فأوضح في تصريحات خاصة، أن البرلمان المصري يدفع نحو مزيد من استعادة العلاقات الوثيقة بين الجانبين المصري والأميركي، وأن إحداث توافق في وجهات النظر حول ملفات عسكرية وأمنية أمر يبعث على الارتياح، واستطرد: أن هناك بعض الشخصيات داخل الكونغرس الأميركي التي تريد إلحاق الضرر بمصر، وأن في المقابل تكثيف لمجهودات الخارجية والبرلمان وعدد من مؤسسات المصرية اليقظة حال دون ذلك، مشددًا على أهمية  التطرق إلى ضرورة منع جماعة الإخوان، وحظرهم داخل الأراضي الأميركية".

وأوضحت من جانبها الخارجية المصرية، على لسان السفير أبوزيد: أن شكري سيحرص على إحاطة نظيره الأميركي بتطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي تتبناه الحكومة المصرية من أجل دفع عجلة الإنتاج وتحقيق الاستقرار والنمو المنشود، فضلًا عن تناول الجهود المصرية في محاربة الإرهاب، لا سيما على ضوء النجاح المتحقق في العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" التي تستهدف القضاء على الإرهاب.

وأضافت الخارجية، أن شكري سيلتقي خلال زيارته مع مستشار الأمن القومي، جون بولتون، في لقاء هو الأول منذ تولي الأخير منصبه في أبريل/ نيسان الماضي، حيث ستتركز المناقشات على سبل دفع مسار العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، فضلًا عن التشاور بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وعدد من القضايا الدولية التي تهم البلدين.

ويلتقي بأعضاء غرفة التجارة الأميركية بينهم ممثلي كبريات الشركات الأمريكية المستثمرة في مصر أو الراغبة في الاستثمار، فضلًا عن مشاركته في مائدة حوار مستديرة مع عدد من الشخصيات الأميركية المؤثرة العاملة بمراكز البحث من المهتمين بالشأن المصري والإقليمي.. كما سيجري وزير الخارجية لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام الأميركية.

وأشار السفير أبو زيد إلى أن الزيارة تأتي في إطار الحرص على استمرار التواصل رفيع المستوى مع الإدارة الأميركية، وتستهدف تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والتأكيد على أهمية تحقيق المصالح المشتركة في المجالات المختلفة، والتنسيق بشأن مواعيد انعقاد الجولة المقبلة للحوار الإستراتيجي وآلية (2+2) على مستوى وزيري الخارجية والدفاع البلدين، كما ستشمل المباحثات تبادل الرؤى والتقديرات بشأن عدد من القضايا والتحديات الإقليمية محل الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل التطورات الهامة التي تشهدها المنطقة والتحديات المرتبطة بها.