القاهرة - مصر اليوم
أكد سونج أيقوه سفير الصين في القاهرة علي أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين في مطلع الشهر الجاري التي تعد الخامسة له والثانية كزيارة دولة والتي جاءت في وقت مهم جدا خاصة بعد بدء الولاية الثانية للرئيسين المصري والصيني بعد الانتخابات التي جرت في كل من مصر والصين.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الصين بالقاهرة اليوم أن زيارة السيسي لبكين فتحت آفاقا جديدة للتعاون العملي بين البلدين و حققت نتائج مثمرة من أبرزها الزيارات المتبادلة المكثفة بين البلدين التي تعد محركا قويا لتطوير العلاقات الثنائية مشيرا إلى أن الجانب الصيني أعد ترتيبات مميزة لزيارة السيسي لبكين والتي شملت وضع الرئيس السيسي أكليلا من الزهورعلي النصب التذكاري للأبطال وإلقاء محاضرة في أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني ، مؤكدا أن هذا الترتيب يوضح مدي اهتمام الجانب الصيني بالرئيس السيسي .
وقال إن الرئيس السيسي عقد جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني تبادلا الآراء حول تعزيز التعاون بين الجانبين وأنهما أكدا ارداتهما القوية لدعم التعاون العملي بين الجانبين واهتمام الصين بدعم دور مصر في القضايا الإقليمية والدولية علي الساحة الدولية، مضيفا أن الجانب الصيني يدعم الجهود المصرية في حفظ الامن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين مستوي المعيشة للمواطنين واستشكاف الطرق التنموية .
واردف قائلا إنه تم التأكيد علي بذل الجهود المشتركة لدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، وقد أكد الرئيس السيسي علي اهتمام مصر بالتعاون في القضايا الدولية و دعمها لتعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق والتواصل في بناء الحزام والطريق ، مؤكدا دعم مصر للتعاون الصيني – الأفريقي خاصة خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019 .
وأفاد بأن هناك توافقا حول تعزيز التعاون العملي بين مصر والصين، حيث تري بكين أن مصر شريكا مهما في مبادرة الحزام والطريق وربطها برؤية مصر 2030 ومشروع تنمية محور قناة السويس ، مشيرا إلي أن الرئيس السيسي أعلن عن بذل الجهود لتحسين بيئة الاستثمار في منطقة السويس في إطارالتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني – المصري وخاصة أنها تعد منصة ومشروعا مهما جدا ومميزا للتعاون بين البلدين .
وأضاف أنه تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود خلال زيارة السيسي لبكين من بينها الاتفاقية الإطارية لتعزيز التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين واتفاقية لمنح قروض بعملة اليوان مع البنك المركزي المصري واتفاقية ثالثة لمنح قروض بفائدة ميسرة لمصر فضلا عن المشروعات التعاونية بالاضافة إلى الاتفاقيات مع الشركات الصينية والتي شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع عليها التي قدرها الجانب المصري بنحو 3ر18 مليار دولار .
وتابع قائلا إن أهم هذه المشروعات هي تمويل بقيمة 5ر3 مليار دولار لاقامة المرحلة الثانية لمنطقة الاعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة وكذلك مشروع تكرير ومعمل بتروكيماويات بقيمة 1ر6 مليار دولار ومشروع تكرير البترول في جبل عتاقة بقيمة 7ر2 مليار دولار ومشروع توليد الكهرباء بالفحم بمنطقة الحمروين بقيمة 4ر4 مليار دولار فضلا عن مشروعات أخري في مجالات المنسوجات وانتاج الألواح اللوجتسية و تنمية الموارد الجديدة .
وردا علي سؤال حول الاستثمارات الصينية في مصر ، أشار إلي أن السنوات الست أو السبع الماضية شهدت ارتفاعا في الاستثمارية الصينية في مصر حيث بلغت نحو 6 مليارات دولار بما في ذلك استثمارات في مجال النفط فضلا عن استثمارات صينية أخري بلغت مليار دولار من أهمها استثمارات شركة جوشي للألياف الزجاجية التي بلغت استثمارتها نصف مليار دولار، مشيرا إلى أن مصر أصبحت ثالث أكبر مصدر للألياف الزجاجية بعد الصين وأمريكا أن قيمة الاستثمارات الصينية في المرحلة الأولي والثانية للمنطقة الاعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بلغت 6 مليارات دولار .
وعن السياحة ، قال إن نحو 300 ألف سائح صيني زاروا مصر العام الماضي بالمقارنة ب130 ألف سائح صيني عام 2015 و نحو 100 ألف سائح صيني عام 2010 ، مشيرا إلى إمكانية زيادة أعداد السائحين عن طريق تسيير رحلات طيران مباشرة بين الجانبين .
وعن نتائج قمة بكين لمنتدي التعاون الصيني – الأفريقي ، أكد أن هذه القمة شهدت مشاركة وفود 54 دولة أفريقية من بينها 40 رئيس دولة و10 رئيس وزراء وهي بذلك سجلت رقما قياسيا من حيث المشاركة والحضور الذي بلغ إجمالي عددهم 3200 شخص وهذا هو أكبر حدث دبلوماسي استضافته الصين هذا العام من حيث الحجم ومستوي الحضور .
وأوضح أن فعاليات القمة تضمنت جلسة افتتاحية ومؤتمر المائدة المستديرة وقد تم التوقيع علي 150 اتفاقية تعاونية مع 28 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي للتعاون والتشارك في بناء الحزام والطريق، مشيرا إلي أن الرئيس الصيني أعلن عن 8 حملات يتم تنفيذها في السنوات الثلاث المقبلة وإقامة معرض صيني –أفريقي ودعم اقامة المناطق الاقتصادية في القارة .
وأضاف أن الصين قررت دعم مشروعات البنية التحتية في أفريقيا من خلال مشروعات هامة تربط المنشأت وكذلك دعم إقامة اتحاد جوي بين الدول الأفريقية ومشاركة البنك الآسيوي للبنية التحتية في هذه المشروعات وبنك التنمية الجديد، لافتا إلى أن الحملة الثالثة للصين هي تسهيل التجارة واستيراد مزيد من المنتجات الأفريقية بخلاف الموارد الطبيعية ودعم التجارة الألكترونية .
كما تدعم بكين حملة دعم وتعزيز القدرات بين الصين وأفريقيا في مواجهة تغير المناخ والتصحر وحماية الحيوانات البرية ، بينما تدعم الصين حملة تواصل الخبرات التنموية وتوفير التدريب المهني والفني وإقامة مركز لدعم ريادة الاعمال بين الشباب فضلا عن حملة دعم الصين لتنفيذ 50 مشروعا في مجال المساعدات الطبية وتدريب الاطباء الأفارقة وإرسال فرق طبية صينية للقارة وتنفيذ المشروع الخاص بالنساء والاطفال والفئات الضعيفة .
في مجال التواصل الانساني ، قال إن الصين تعتزم إقامة المعهد الصيني للدراسات الأفريقية ودعم انشاء شبكة من المسارح والمتاحف وإنشاء شبكة للتعاون الأعلامي بين الصين وأفريقيا وإقامة مراكز في مجال التعليم والعمل على أن تكون الدول الأفريقية أحد المقاصد السياحية للسائحين الصينين .
وأكد اهتمام الصين بدعم السلام والأمن والاستقرار من خلال صندوق الصيني للأمن والاستقرار في القارة وتوفير دعم مجاني للاتحاد الأفريقي لصيانة الامن والاستقرار في أفريقيا ، مشيرا إلى أن الصين قررت تخصيص 60 مليار دولار لأفريقيا في الثلاث السنوات المقبلة من بينها 15 مليار دولار مساعدات مجانية و20 مليار دولار قروض ائتمانية و10 مليارات دولار لتمويل المشروعات التنموية و 5 مليارات دولار لتسهيل التجارة .
كما تدعم الصين قيام الشركات الصينية باستثمار 10 مليارات دولار في أفريقيا في الثلاث السنوات المقبلة .
وقال السفير إن الحملات الثمانية تشمل مجالات التعاون التقليدية و مجالات جديدة للتعاون فضلا عن ربط مبادرة الحزام والطريق مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 و أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية للدول الأفريقية ، لافتا إلى أن الرئيس الصيني أعلن خلال القمة عن 4 التزامات وخمسة لاءات .
وأوضح ان الصين تلتزم بالصدق والصداقة والمساواة في التعاون وتلتزم بالاخلاق قبل المصالح وكذلك بتنفيذ المشروعات لصالح شعوب القارة الأفريقية وتلتزم بالانفتاح والشمولية ، مع الجانب الأفريقي بينما تتضمن اللاءات الخمسة عدم التدخل في الشئون الأفريقية في استشكاف الطرق التنموية وعدم التدخل في الشئون الداخلية في الدول وعدم فرض الإرادة وعدم ربط السياسات بالمساعدات وعدم السعي نحو المصالح السياسية التنموية من خلال الاستثمار والتمويل في أفريقيا .
وأفاد بأن الرئيس الصيني أكد دعم الدول الأفريقي التي تعد أكبرعدد من الدول النامية في العالم من أجل إقامة مجتمع مصير المشترك أوسع يكون نموذجا يحتذي به وأنه هناك مسئولية مشتركة لتعزيز التفاهم بين الصين وأفريقيا وأهمية تحقيق الكسب المشترك من خلال تعميق التعاون وبحث إمكانيات جديدة للتعاون في إطار الحزام والطريق والسعي نحو تحقيق الرفاهية المشتركة وتبادل التواصل بين الحضارات والصداقة التقليدية بين الشعوب الأفريقية والصينية بجانب دعم رفع قدرات الدول الأفريقية في مجال السلم والامن والتعايش التناغم من خلال تحقيق النمو قائم على منخفض الكربون وتعزيز حماية البيئة الايكولوجية .
وذكر أن القمة أصدرت إعلان بكين حول دعم آفاق مجتمع مصير مشترك بشكل أوثق بين الصين وأفريقيا و الذي تضمن القضايا الاستراتيجية العالمية كذلك البرنامج التنفيذي في السنوات الثلاثة المقبلة، مؤكدا أن الجانبين أكد دعم الجهود لاستشكاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية وسعي الدول النامية الوصول إلى أن تكون دولا متقدمة حديثة وكذلك اتفق الجانبان الصيني والأفريقي علي التعاون في مختلف المجالات خاصة في مجالات البنية التحتية والاستثمار والتجارة والزراعة وحماية البيئة في إطار الحزام والطريق .
كما اتفق الجانبان الصيني والأفريقي علي التواصل في مجال تطوير الموارد البشرية والتكنولوجيا والسياحة والاعلام والتواصل بين الشباب فضلا عن العمل على تعزيز القدرة الذراتية للدول الأفريقية فضلا عن دعم قدرة الدول علي حفظ السلام والاستقرار وتقديم المساعدات العسكرية المجانية للاتحاد الأفريقي خاصة لمنطقة الساحل الأفريقي وخليج عدن وخليج غينيا من أجل مكافحة الإرهاب .