الراحل سيد درويش

غفل العديد من المسؤولين في الحكومة المصرية، والنقابات الفنية، عن سرقة النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي" الذي لحّنه فنان الشعب الراحل سيد درويش، ونظم كلماته محمد يونس القاضي، وأعاد توزيعه موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب عام ١٩٧٩، حيث آلت حقوق الملكية الفكرية له، لإحدى الشركات الأميركية، وهي شركة "نيكسو أوف أميركا" نيابة عن "ماركو ـ بولو".

وفوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم إمكانية استخدام اللحن أو الاستماع له، وتصادف أيضا أن إحدى المؤسسات الصحافية القومية حاولت رفع فيديو عليه أنغام النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، وبعد رفعه بلحظات تم حذف الفيديو من اليوتيوب، لأن حقوق الملكية للحن تمتلكها هذه الشركة التي قدمت شكوى لإدارة اليوتيوب واستجابت لها على الفور بحذف الفيديو.
وأكّد حفيد الموسيقار الراحل سيد درويش صاحب هذا اللحن المميز، الفنان إيمان البحر درويش، أنه تعجب جدا من هذا الأمر، نافيًا بيع الحقوق الملكية الفكرية لنشيد "بلادي بلادي" الذي لحنه جده إلى شركة "نيكسو أوف أميركا" نيابة عن "ماركو ـ بولو"، مشيرًا إلى أنّّه "صاحب الحق والتراث ولا أعلم شيئًا عن هذا الموضوع ومعرفش الشركة دي عملت كدة إزاي وليه وبناء على إيه، نقابة الموسيقيين ليست لها صلة بالموضوع وإنما الجهة المختصة بذلك هي جمعية الملحنين والمؤلفين"، لافتا إلى أن حقوق الملكية الفكرية للنشيد هما للملحن والمؤلف، ومنذ أن توفي جده الفنان الراحل سيد درويش والورثة هم أصحاب الحقوق، هو وابن عمه حسن درويش حارسان لهذا التراث.

وأكد درويش أنهما لم يوقعا على أي شيء من هذا القبيل إطلاقا، مشيرا إلى أنه ينبغي اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه هذه الشركة التي نسبت حقوق ملكية النشيد الوطني لها، واصفًا إياهم باللصوص، وأنه من حق المؤلف والملحن كيفية التصرف في حقوق الملكية الفكرية، وإذا باعوها إلى الشركة الأميركية سيكون لها حق استغلال العمل أكثر من سنة، ولكننا لم نبع النشيد الوطني لهذه الشركة، وطالما لم نفعل ذلك فإن الشركة تدعى بالباطل، فليس من حق أحد بيع النشيد الوطني إلا ورثة سيد درويش، ولا يوجد لورثة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، أو ورثة المؤلف محمد يونس القاضي، حق في ذلك.

وبيّن الملحن حلمي بكر، أن هذا الأمر بدعة، وتساءل "كيف يحدث ذلك؟"، معربًا عن غضبه الشديد تجاه هذا الأمر، وأنه "بقينا ملطشة للعالم وده تهريج"، مشيرا إلى أن جمعية الملحنين والمؤلفين ينبغي عليها أن تراجع هذا الموضوع فورًا وتتحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة شديدة، من خلال تحري هذا الأمر بشكل جيد حتى يعرف العالم كله أننا لدينا حقوق ولا يستطيع أحد المساس بها.

واختتم بكر تصريحاته، بأنه من الطبيعي حماية أعمالنا الفنية ماديًا ومعنويًا، مطالبا جمعية الملحنين والمؤلفين بالاتصال بالجهات المعنية لحماية حقوق الملكية بالشكل الصحيح وكما يجب أن يكون.