جهاد الخازن

الفرزدق قال:

فكيف إذا رأيت ديار قوم / وجيران لنا كانوا كرام

أكفكف عبرة العينين مني / وما بعد المدامع من لمام

قال عمرو بن العاص:

معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل / بذلك دنيا فانظرن كيف تصنع

وقال الصلتان العبدي:

أرى أمة شهرت سيفها / وقد زيد في سوطها الأصبحي

بنجدية وحرورية / وأزرق يدعو الى أزرقي

فملتنا أننا مسلمون / على دين صديقنا والنبي

وقال غيره:

أهوى هوى الدين واللذات تعجبني / فكيف لي بهوى اللذات والدين

ولحميد بن ثور:

قصائد تستحلي الرواة نشيدها / ويلهو بها من لاعب الحي سامر

يعض عليها الشيخ إبهام كفه / وتخزى بها أحياؤكم والمقابر

عمرو بن سفيان له:

وقلنا لسفيان الهلالي مرة / أيحرم ضمّ العاشق المشتاق

لحبيبه من بعد نأي ناله / فأجاب لا والواحد الخلاق

وقال ابن المعتز:

الحب داء عضال لا دواء له / يحار فيه الأطباء النحارير

قد كنت أحسب أن العاشقين غلوا / في وصفه فإذا بالقوم تقصير

أما أبو ذؤيب فله:

أودى بنيّ وأعقبوني غصَّة / بعد الرقاد وعبرة لا تُقلع

سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم / فتُخُرموا ولكل جنبٍ مصرع

فغبرتُ بعدهم بعيشٍ ناصبٍ / وأخال أني لاحق مستتبع

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم / فإذا المنيّة أقبلت لا تُدفع

عدي بن زيد له:

فلو كنت الأسير ولا تكنه / إذا علمت معد ما أقول

وإن أهلك فقد أبليت قومي / بلاء كله حسن جميل

وما قصرت في طلب المعالي / فتقصرني المنية أو تطول

أما إبن العباد فقال:

لنار الهمّ في قلبي لهيب / فعفوا أيها الملك المهيب

فقد جاز العقاب عقاب ذنبي / وضجّ الشعر واستعدى النسيب

وفاضت عبرة مهج القوافي / وغصّصها التلهف والنحيب 

رؤبة بن العجاج له:

أم الحليس لعجوز شهربة / ترضى من اللحم بعظم الرقبة

أخيراً كان هناك الذي قال:

أنا في أمري رشاد / بين غزو وجهاد

بدني يغزو عدوي / والهوى يغزو فؤادي