سيوة-مصراليوم
انطلق موسم الدفن في رمال واحة سيوة الفريدة ليستمر حتي أواخر أغسطس/آب مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلي ٤٢ درجة ولاتزال واحة سيوة الفريدة أو شالي القديمة تبوح بسر من أسرارها حيث تتمتع الواحة الخضراء بمقومات طبيعية وتستقبل السائحين من مختلف دول العالم، وذلك مع بدء موسم السياحة العلاجية مع بداية شهر يوليو /تموز من كل عام وينتهي في أواخر شهر أغسطس/أب وأول سبتمبر/أيلول بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير .
وتعد واحة سيوة برمالها وصحرائها المتسعة من أجمل البقاع التي توفر مناخًا مناسبًا لنجاح هذا النوع من السياحة، وذلك من خلال حمامات الدفن في الرمال الساخنة التي يقبل عليها مرضى التهابات المفاصل والأعصاب والروماتيزم وآلام الظهر حيث يوجد 5 حمامات شهيرة في الواحة، وتعد أشهر أماكن الدفن بمنطقة الدكرور والشحايم وسط الواحة وكذلك بقرية بهي الدين المجاورة للقطاع الغربي لمحمية سيوة، لأن عامل الطقس له دور في غاية الأهمية حيث يتميز بالجفاف وخلوه من الرطوبة، مما يساعد علي عمليات الاستشفاء والعلاج بخاصة ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي .
يقول محمد أبوكرم صاحب حمام أبوكرم ,أحد أكبر الحمامات في الواحة إن سيوة بما تتميز به تعتبر مكانًا فريدًا من نوعه، حيث الرمال الساخنة التي يمكن استخدامها في العلاج والاستشفاء، وبشهادة المتخصصين عالميًا في هذا النوع من العلاج تعتبر المكان الأمثل في العالم، وتستهدف سيوة سنويًا نحو 6 آلاف سائح من مختلف الجنسيات، و بلغ أعداد المرضى الراغبين في العلاج بالحمامات الرملية 5 آلاف و500 شخص، وفقًا للإحصائية السنوية لعام 2016، وبخاصة السعوديون، بالإضافة إلى الإماراتيون، الكويتيون، الليبيون"السياح الأجانب من القارة الأوروبية.
ويضيف أبوكرم أن تنوع الرمال في الواحة أدى إلي توافر أنواع ممتازة من الرمال الصفراء الناعمة النظيفة الصالحة لأغراض الطب البديل والاستشفاء البيئي في الواحة ويمكن لحمامات الرمال علاج الأمراض ما بين الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس والأمراض الجلدية والكلي والجهاز التنفسي وقصور الشرايين والتخلص من القلق والضغوط النفسية.
ويقول أحمد واحي صاحب أحد الحمامات من أبناء واحة سيوة إنه يتم مقابلة السائح في موقف الأتوبيس واصطحابه إلي مكان إقامته تمهيدًا لبدء إجراءات العلاج والاستشفاء بالرمال، ويشير إلي أن الدفن ثلاثة أيام وما بعد الدفن ١٢ يومًا يمنع فيها المبردات والتكييف والتعرض لأي تيار هواء، ويقدم للسائح أو المريض ٣ وجبات، مؤكدا تواجد سيدات للتعامل مع السائحات في برنامج العلاج، كما يوجد المياه الكبريتية التي تعالج الأمراض الجلدية.
وأضاف واحي أن طريقة الدفن بداية من اليوم الأول إذا كان الشخص متواجدًا في سيوة، ووجبة الإفطار في التاسعة صباحًا، ويدفن في الرمال الساخنة في الواحدة ظهرًا لتبدأ رحلة العلاج، حيث يتم دفنه في الرمال نحو ٧ دقائق ثم يخرج إلي الخيمة وكلما طالت المدة زادت قوة العلاج، ثم يخرج من الخيمة إلي مقر الإقامة الذي تم إعداده بجوار الحمام الرملي مباشرة للتناول وجبة الغداء ويقدم للشخص مشروبات دافئة أثناء تواجده بالخيمة والحجرة بعد الدفن. أما عن السيدات فنجد أن علاج النساء يتم في أماكن مخصصة ويتم عزلهن عن أماكن الرجال، وبعد الانتهاء من دورة العلاج يتم عمل مساج بزيت الزيتون والليمون الدافئ.
وأوضح عيسى أبوعيسى القناشي من أبناء قبائل البادية والمهتمين بالسياحة العلاجية أن الحمام الرملي هو الطريقة المتبعة منذ القدم للاستشفاء في وقت الضحي وقبل غروب الشمس حتي نتفادي الفيض الزائد من الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لأشعة الشمس ويستمر الحمام مدة تتراوح بين خمس دقائق إلي نصف ساعة تبعًا لتحمل المريض ويراعي وضع مظلة شاطئ فوق رأس المريض للحماية، حيث تصل درجات الحرارة إلي أعلي معدلاتها وتلقي بسخونتها علي الرمال لترتفع لـ 40 أو 45 درجة مئوية.