الأقصر ـ سامح عبدالفتاح
شهدت محافظة الأقصر، مع شروق شمس اليوم الخميس، تنظيم احتفالية سياحية وفنية، بمناسبة تعامد الشمس على مقصورة قدس أقداس الإله آمون بمعبد الكرنك، والذي يجري الاحتفال به للعام السابع على التوالي، وذلك بمشاركة محافظ الأقصر محمد بدر، وعدد من علماء الآثار والفلك والمصريات ومسئولي السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين في المحافظة والمئات من السائحين من مختلف الجنسيات.
وبدأ الاحتفال بالتجمع في ساحة معابد الكرنك لرصد الظاهرة في الساعة الخامسة ونصف مع عرض موسيقي أثناء شروق الشمس في أرجاء المعبد، وعقب ذلك تم التوجه داخل المعبد وتتبع أشعة الشمس على الأعمدة والحوائط والدخول إلى قدس الأقداس داخل المعبد في الساعة السابعة لرصد الظاهرة، وبعد ذلك التوجه إلى البوابة الشرقية في نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد.
ويأتي الاحتفال برصد الظاهرة ضمن جهود محافظة الأقصر ومختلف الجهات المعنية في المحافظة لاستغلال مثل تلك الأحداث في جذب المزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية.
وأوضح أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، أن هذه الظاهرة تحدث سنوياً يوم 21 من ديسمبر، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض.
وأكد وزيري، إن تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة، ليس "محض صدفة"، وأن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة تمت بناءً على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في مصر الفرعونية، تؤكد على أن بناء المصري القديم لمعابده الدينية تم من وجهة نظر دينية، حيث أقامها ودشنها كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسين في ترحالهم ما بين العالم السفلي والعالم المرئي، وعليها يتأكد لنا أن كافة المعابد الدينية التي أقامها الفراعنة تتوجه قبلتها نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة في أيام أعياد بعينها أو بصورة رمزية طبقًا لما ورد في النصوص الدينية.
من جانبه أكد محافظ الأقصر محمد بدر، على أن رصد ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك تعد أحد أهم الأحداث التي تسعى المحافظة لإستغلالها في تنشيط السياحة والتعريف بالحضارة المصرية القديمة وزيادة المناسبات على أجندة السياحة المصرية، لافتا الي أن مثل ذلك الحدث دليل على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم، مطالبا بتكثيف الجهود لاستغلال تلك الظواهر التي عجز العلماء عن تفسير العديد من أسرارها حتى اليوم في تحقيق مزيد من الجذب السياحي للمواقع الأثرية المصرية، مؤكدا أن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث والاحتفال بها ودعوة السياح لمشاهدتها.
يذكر أن معابد الكرنك تعد من أعظم المعابد التي شيدها ملوك مصر، ولا يزال ما تبقى منها من إطلال يقـف شاهدا على إبداعات الحضارة المصرية؛ وتعتبر معابد الكرنك بمثابة سجل تاريخي حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداء من الدولة الوسطى حتى حكم البطالمة لمصر، فقد قام ملوك مصر القدماء بتشييد المقاصير والبوابات في حرم الكرنك وذلك تماشياً مع سياستهم المعهودة لإرضاء آلهة وكهنة مصر.