القاهرة - مصر اليوم
تختلط الحكايات بالأساطير وتتجاور الطقوس مع الأعياد والاحتفالات، لتصنع أسطورة مصرية اسمها واحة سيوة .
وتحفل تلك الواحة الواقعة في قلب الصحراء المصرية بالعديد من الأساطير التي تضفي سحراً خاصاً على تلك البقعة الخلابة، ومن أشهرها تلك القصة التي يؤمن بها أهالي الواحة وتتحدث عن عمر يربط بين جبل الدكرور ومعبد الوحي وجبل الموتى عبر نفق تحت الأرض، ولا ينافس تلك الأسطورة سوى حكاية قديمة تستقر في ذاكرة أهالي الواحة التي تعد الأصغر بين واحات أخرى في مصر حيث لا يتعدى سكانها 340 نسمة لا يزيدون ولا ينقصون، إذ يسود اعتقاد قديم لدى الأهالي بأنهم لو أنجبوا طفلا في الصباح فإن شيخا من الكبار السن سيموت في المساء، وتصادف أنه كثيرا ما كان يحدث ذلك .
ويعد جبل الموتى واحداً من أشهر المزارات في سيوة، وهو ليس جبلاً حقيقياً من الناحية الجغرافية لكنه مجرد هضبة عالية يتوسطها شكل مخروطي صخري، ويحتوي الجبل في باطنه على مقابر عديدة تظهر فتحاتها كأفواه الآبار . ويمر الصاعد إلى جبل الموتى بعدد من الدرجات الحجرية التي تختفي تدريجيا لتظهر بعد ذلك فتحات المقابر التي تبدو مثل أفواه مفتوحة لتبتلع أجساد الموتى .
في منتصف الطريق إلى قمة الجبل يوجد كوخ صغير من جريد النخل مفروش بالحصير تم بناؤه كاستراحة للزائرين من حرارة النهار حيث تبدو الواحة الراقدة في أسفل الجبل في الخلفية .
من أعلى نقطة في الجبل وإلى الغرب من مشالي وجبل الدكرور تظهر مباني الواحة القديمة الطينية جنبا إلى جنب مع مبانيها الحديثة الأسمنتية، بطرقاتها الترابية التي تحتويها البساتين تخفيها عن العيون، وإلى الشرق نرى أميالا من أشجار النخيل تمتد حتى الصحراء كبحر أخضر مترامي الأطراف .
في طريق الهبوط يوجد باب حديدي على إحدى المقابر المميزة في جبل الموتى، ويقول سكان الواحة إنها مقبرة فرعونية وضعت عليها الأقفال والأبواب الحديدية للحفاظ عليها من عبث العابثين .
الداخل إلى المقبرة لابد أن يعبر ممراً ضيقاً قصيراً يفضي إلى حجرة فارغة صغيرة ترتفع عن الأرض بمقدار طول إنسان تقريبا تبدو على جانبيها فتحات تهوية، تتزين الجدران والسقف الذي لا يفصله عن رأس الزائر سوى سنتيمترات قليلة بنقوش فرعونية دقيقة مازالت محتفظة بألوانها رغم مرور آلاف السنين .
إلى جانب جبل الموتى الذي يعد من أهم المعالم السياحية في واحة سيوة والذي لا يبعد سوى كيلو متر تقريبا من البلدة، يوجد جبل الدكرور ويقع في الجنوب الشرقي من الواحة، على بعد حوالي 5 كيلو مترات جنوب مدينة سيوة ويتميز الجبل بجوه الصحي حيث تتوافر فيه المياه العذبة، والرمال التي تستخدم في علاج الروماتيزم عن طريق الحمامات الساخنة .
ويضم جبل الدكرور خمسة حمامات متخصصة يقوم عليها أشخاص متخصصون في علاج مرضى آلام الروماتيزم والروماتويد والتهاب الأعصاب بالدفن حيث تختلف فترة الحمام الرملي حسب الحالة المرضية، إذ تقول الدراسات والأبحاث العلمية إن الرمال الموجودة بجبل الدكرور تحتوي على إشعاعات تساعد على علاج شلل الأطفال، والصدفية، والجهاز الهضمي، والعقم من السائحين العرب والأجانب، وكذلك المصريين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من كل عام .
ويعتبر جبل الدكرور جبلاً مقدساً لدى المواطنين في سيوة، حيث يقيمون عليه احتفالاً سنوياً في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بعد موسم الحصاد، فعند اكتمال القمر تبدأ احتفالات الأهالي بعيد الليالي القمرية أو عيد السلام إذ يجتمع هؤلاء عند سفح الجبل شيوخاً وشباباً وأطفالاً ونساء تاركين منازلهم، يجتمعون على مائدة واحدة .