موسكو - مصر اليوم
كان نهج إنجلترا عند خوضها نهائيات كأس العالم، ينطوي على نزعة ايجابية كبيرة بها الكثير من التطلع للمستقبل، لكن وقبل بداية المغامرة في روسيا، أجبر المدرب جاريث ساوثجيت اللاعبين على مواجهة كابوس يعود إلى الماضي القريب.
وخرجت إنجلترا قبل عامين من دور 16 في بطولة أوروبا، بالهزيمة أمام أيسلندا 2-1 عقب أداء في غاية التراجع. وكانت النتيجة أمام تلك الدولة الإسكندنافية، والتي بدا واضحا أنه لم يتم تقييم قدراتها بالشكل الصحيح آنذاك، بمثابة إذلال لدولة تفخر بأمجادها الكروية، لكنها بدت كما لو أنها فقدت الطريق على نحو كبير.
وبدت إنجلترا مفتقرة لأي قدر من الإلهام أو الشعور بالثقة، واستقال المدرب روي هودجسون بعدها.وتحول النقاد صوب اللاعبين وانتقدوا النهج الذي اتبعوه.
وقال كريس وادل وهو لاعب تحول للعمل كمحلل "كان جميع اللاعبين مدللون، كانوا يضعون سماعات الرأس ولا تستطيع أن تحصل منهم على أي شيء".
وتبدو مجموعة اللاعبين التي ستواجه كرواتيا غدا الأربعاء، في الدور قبل النهائي لكأس العالم، مختلفة تماما عن تلك التشكيلة التي غادرت فرنسا بطريقة مخزية قبل عامين، وذلك من حيث طريقة اللعب والعمق. ومع ذلك فان تسعة من بين 14 لاعبا شاركوا في المباراة التي أقيمت في نيس، يعدون جزءا من تشكيلة ساوثجيت الحالية.
وكان لاعبان اثنان آخران وهما جوردان هندرسون وجون ستونز، يجلسان على مقاعد البدلاء ويتابعان فصول هذا الكابوس.ولم ينس لاعب الوسط ديلي آلي، وهو أحد اللاعبين الذين لم يؤدوا بالشكل المطلوب في تلك الأمسية الحزينة، المشاعر التي انتابته وقتها.
وقال "كنت أريد أن تنشق الأرض لتبتلعني عقب المباراة مباشرة، كنت أريد الاختباء وألا أخرج من غرفتي، تريد أن تنسى هذه الأمور وتبعد نفسك عن أي مشكلات".وكان الحال كذلك بالنسبة لتأثير هذه الخسارة والانتقادات التي أثارتها وبدا من الأفضل بالنسبة لساوثجيت أن يبلغ لاعبيه بأن ينحوا هذه الخبرة السيئة جانبا ويخرجوها من أذهانهم. ومع ذلك، وبعد وقت قصير من توليه المسؤولية، طلب ساوثجيت من اللاعبين الجلوس ومتابعة إعادة لتلك المباراة المروعة.
وقال آلي "كانت هذه هي المرة الاولى التي نعايش فيها هذه المباراة ثانية، لم نكن نريد مشاهدتها، لكننا كنا ندرك مدى أهميتها قبل خوضنا لنهائيات كأس العالم، كان يجب أن نشاهد هذه المباراة ثانية لكي نخرج من تلك التجربة أكثر قوة".
*نقطة تحول
ويبدو بالتأكيد أن شعار ساوثجيت "اللعب بحرية" قد استوحي من تلك التجربة المريرة حيث بدت إنجلترا مكبلة بالخوف.ومع ابتعاد إنجلترا بفارق انتصار واحد عن خوض نهائي كأس العالم لأول مرة منذ 1966، فانه بدا أن خسارة أيسلندا لم تمثل النقطة الأدنى لمنتخب الأسود الثلاثة، بل نقطة تحول فعلية في مسيرته.