القاهرة ـ مصر اليوم
يحرص جميع المسلمين على أن يكون صيامهم في شهر رمضان المبارك صحيح ولا غبار على صحته، حيث أن شهر رمضان يعتبر أفضل شهور السنة، بالنسبة للمسلمين، كونه مليئ بالخير والثواب، ويعتبر الصوم أكثر ما يميز الشهر، لذا فإن هناك حرص شديد من قبلهم على تحرى صحيح الصوم والعبادات وغيرها، والابتعاد عن كل ما يُدخلهم في طريق آخر مختلف يجعلهم يتسائلون عن صحة الصوم والأشياء التي قد تجعله باطلًا أن تنتقص من أجر الأشخاص الصائمين.
ويبتعد المسلمون دائمًا في الشهر المبارك، عن عملية الإفطار بشكل عمدى، حيث أن الصوم يعني الامتناع عن كل ما حل للمسلم في الأيام العادية، وهي الطعام والشراب والامتناع عن النظر إلى ما حرمه الله، أو فعل الأشياء التي حرمها الله نهائيًا، ولكن هل يقع المسلم الصائم في أشياء قد تجعل صومه غير مقبول أو تجعل عليه كفارة يجب أن يقوم بفعلها من أجل الإفلات من الخطيئة أو الذنب.
ويمكنكم التعرف على المزيد من التفاصيل في التقرير التالي:
أقرأ أيضًا:
جواز إزالة المرأة شعر جسدها في نهار رمضان
كفارة الافطار في رمضان عمدا
هناك بعض الأشخاص الصائمين في شهر رمضان، يكون لديهم نية الصوم من قبل السحور، ثم يصبحون صائمين، ويغلبهم النسيان في وقت ما من النهار الذي يجب أن يكونوا صائمين فيه حتى أن يبلغ أذان المغرب ومن ثم يفطرون، وفي حالة نسيان الصائم وتناوله الطعام أو احتساء الماء، فلا عليه شيئ أن يستكمل صيامه ما دام ناسيًا، ولكن ماذا وإن تناول الصائم الطعام أو الشراب عمدًا؟، الأمر هنا يختلف تمامًا، حيث أن تناول الطعام أو الشراب عمدًا يُفسد الصيام ويبطله وذلك كونه يلغى تمامًا الحكمة من الصوم، ودعونا نفترض أن هناك من أفطر في رمضان عمدًا عن طريق الطعام والشراب، فهل عليه كفارة وما هي كفارة ذلك؟
ليست هناك كفارة عن الصائم الذي أفطر عمدًا عن طريق تناول الطعام والشراب في نهار رمضان، ولكن يكون قد بطل صومه، ووجب عليه القضاء بعض شهر رمضان، ولا توضع عليه كفارة، حيث أن القضاء هو صيام اليوم أو الأيام التي أفطر فيها عمدًا عن طريق الطعام أو الشراب بعد رمضان، ولكن عليه التوبة أولًا، بالإضافة إلى أنه إن كان قد أفطر في أيام قديمة مر عليها أكثر من عام، فوجب عليه الإطعام عن كل يوم أفطر فيه عمدًا أن يقوم بإطعام مسكين عن كل يوم، هذا فقط وليس هناك كفارة.
حكم الافطار في رمضان بدون عمد
ويتحرى الجميع من الصائمين في رمضان، جمع الحسنات من كافة العبادات، حيث الحرص على الصلاوات الخمس في مواعيدها وفي جماعة، بالإضافة إلى التقرب الى الله من خلال الدعاء وصلاة السنن جميعها، بالإضافة إلى المواظبة على قراءة القرآن، وصلاة التراويح، لذا فإن الأصل في الأمر أن المسلم لديه الكثير من الدوافع لحصد الثواب، فإن الله يجيب تقرب عباده له باقتراب أكثر منه، حيث أن العبد الذي تناول الطعام أو الشراب في نهار رمضان سهوًا وليس عن عمد، فإن من سقاه أو أطعمه هو الله، ولا يكون عليه شيئ ويجب أن يكمل صيامه بشكل طبيعي وبنفس الثواب، ما دام سهوًا وبدون عمد.
الافطار في رمضان للمسافر
هناك العديد من الأشياء أو الرخص التي رخصها الله للمسلمين، فيما لا يدع مجال للشك أن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، فما أن نويت السفر في شهر رمضان، في الشهر الذي وجب عليك فيه الصيام كرجل مسلم عاقل بالغ راشد، فإن المولى عز وجل حلل لك الإفطار وأنت على سفر، حيث أن في السفر مشقة، حتى وإن كانت قد اختلفت اساليب السفر ولكنه ما زال مشقة على الأشخاص الصائمين، لذا حلل الله لهم الإفطار، ومن ثم القضاء وذلك عن طريق صيام الأيام التي تم إفطارها بسبب السفر في وقت آخر.
كفارة الافطار في رمضان للمريض
بالنسبة للشخص المريض الذي لا يستطيع صيام شهر رمضان، أو أن الصيام سوف يكون له مشقة مضاعفة بسبب مرضة، أو أنه سوف يستبب في مضاعفة المرض عليه، فإن الله حلل له الإفطار كما المسافر بالضبط، وليس عليه كفارة ايضًا، ولكن عليه قضاء ما أفطر فيه من أيام في شهر رمضان، والقضاء هو الأصل في هذه الحالات، وذلك ما جاء في قوله تعالى: "أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
الكفارة في رمضان
الكفارة للإفطار في شهر رمضان، لا تجوز في حالة واحدة فقط وهي الجماع في نهار رمضان عن عمد، ولكن عند الإفطار عن طريق تناول الطعام أو الشراب، أو للشخص المسافر الذي أفطر بسبب أنه على سفر، أو ذلك المريض الذي لم يستطع الصوم في رمضان وأفطر، لا يكون عليهم كفارة بل قضاء كما ذكرنا من قبل، أما الشخص الذي جامع زوجته عمدًا في نهار رمضان يكون عليه كفارة ويجب عليه قضائها في وقتها وهي صيام شهرين متتاليين عن كل يوم أفطر فيه في رمضان، وذلك في حال عدم تمكنه من إعتاق رقبة، وإن لم يستطع فعليه إطعام 60 مسكينًا، ويكون عليه إثم إن أخرها.
وقد يهمك أيضًا:
"الإفتاء" المصرية تتلقى سؤالا بشأن حكم الدين في صوم من نام أكثر اليوم في رمضان