الوضوء

يبحث الكثير من المؤمنين عن الصفات المُحببة إلى الله –سبحانه وتعالى"، حيث يقول الله –تعالى- فى محكم تنزيله فى سورة المائدة "فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه"، وهنا يسعى المؤمنون إلى أن يكونو من الذين يحبهم الله، ويتساءلون كيف يكونون من هؤلاء؟
وللإجابة عن هذا السؤال نقول:

- "كن توابًا متطهرًا يحبك الله"، يقول جل شأنه فى سورة البقرة "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"؛ فالحق سبحانه يحب التوابين "الذين أقلعوا عن الذنب، وندموا، وعزموا على عدم العودة، وردُّوا حق الناس"، ويحب المتطهرين "الذين يتطهرون بالماء من الحدث الأصغر بالوضوء، ومن الحدث الأكبر بالاغتسال، والجمع بين التوابين وبين المتطهرين جمع بين طهارة الباطن "التوبة" وطهارة الظاهر "النظافة الحسية من الأوساخ والنجاسات".

- و"كن تقيًا يحبك الله"، يقول -جل شأنه- فى سورة التوبة "إن الله يحب المتقين"، والتقوى هي "التَّوَقِّيْ من عذاب الله وعقابه وسخطه وغضبه ويكون ذلك بامتثال أوامر الله واجتناب ما نهى عنه".

- و"كن متوكلًا يحبك الله"، يقول - جل شأنه- فى سورة آل عمران "إن الله يحب المتوكلين" والتوكل أن يكِل العبدُ أموره إلى الله تعالى معتمدًا عليه، واثقًا به، راضيًا بما يقضيه له، مع تعاطى الأسباب المستطاعة المأمور به شرعًا.

- و"كن محسنًا يحبك الله"، يقول -جل شأنه- فى سورة المائدة "والله يحب المحسنين" والمحسنون هم الذين أحسنوا العمل مع الله تعالي، وأحسنوا العمل مع خلق الله تعالي.

- و"كن عادلًا مقسطًا يحبك الله"، يقول الحق -جل شأنه- فى سورة الحجرات "والله يحب المقسطين" والُمقْسِط هو "العَادِل والمُنْصِف مع غير المؤمنين كإنصافه وعدله مع المؤمنين"، والمقسط من أسماء الله الحسني، وهو العادل فى حكمه، والجاعل لكلٍّ من عباده نصيبًا من خيره، والمنتصف للمظلوم من الظَّالم.

- و"قاتِلْ مع المسلمين فى سبيل الله صفًا واحدًا يحبك الله"، يقول -جل شأنه- فى سورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص" لقد قرن الحق سبحانه القتال فى سبيله أن يكون صفًا واحدًا "الصف: القومُ المصطفُّونَ" متراصًا ثابتًا متماسكًا لا ثغرات فيه يلقى الرعب فى قلوب الكافرين منظمًا بإشراف خبراء ومتخصصين فى أمور الحرب والقتال، سبقه الإعداد الجيد والتخطيط السليم.

- وآخر الصفات "كن صابرًا تكن حبيب الله"، يقول الحق -جل شانه- فى سورة آل عمران "والله يحب الصابرين" يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين "لقد نال الصابرون المحبة من الله تعالى لأنهم أمسكوا نفوسهم فأوقفوها عند أوامر الله تعالي، ولم يتركوها تُجاوِزُ حدودَ الله، ولم يدَعُوها تجزع وتضجر مما قضى الله تعالى عليها من المصائب فى هذه الدنيا"