الأزهر

أجمع علماء الدين على أن الرقية الشرعية هي أفضل علاج لكل مشكلات العصر؛ سواء كنا نعاني من الهم أو الحزن أو القلق أو العين والحسد، وحتى المرض؛ كما ثبت عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه كان يرقي الحسن والحسين، من السحر والحسد، وقد أوصانا النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" ببعض الأدعية وآيات القرآن الكريم التي نحصن بها أنفسنا وأولادنا، بأنفسنا.

فوائد الرقية الشرعية

- الرقية الشرعية تزيد من الراحة النفسية والسكينة والطمأنينة.

- الرقية الشرعية تحصن المسلم من أي سوء قد يصيبه.

- الرقية الشرعية تحمي المسلم من الأذى والآفات.

- الرقية الشرعية تزيد من قوته المستمدة من كلام الله سبحانه وتعالى.

- الرقية الشرعية تقود المسلم إلى التفكير الصحيح والمستقيم والموزون بعيدًا عن الحيرة والتردد.
هل يشترط الطهارة والوضوء قبل الرقية الشرعية؟

هناك عدة شروط يجب توافرها حتى تكون الرقية الشرعية صحيحة، وتحقق الهدف منها، ومن أهم تلك الشروط الآتي:  

- بداية يجب أن يستحضر الراقي النية في نفع أخيه، ومحبة أن يشفيه الله ويخفف عنه، وكذلك الحرص على هدايته، وإن لاحظ الراقي وجود أمر غريب في المرقى زاد حرصه على تخليص المرقى من ذلك الأمر الغريب، والاستمرار في الرقية ولا يتراجع أو يتوقف.

 - مراعاة اختيار اللفظ المناسب للرقية؛ فيقول: (أرقي نفسي)، (أرقيكَ) أو (أرقيكِ)، أو (أرقيكم)، وذلك بحسب الحال.

- لابد أن يكون الراقي والمرقى على طهارة ووضوء.

- يلزم استقبال الراقي القبلة.

- يجب تدبر الراقي والمرقى كلمات ومعاني الرقية.

- يجب أن يستحضر الراقي والمرقى الخشوع خلال الرقية، وذلك بتعلق القلب بعظم قدرة الله تعالى.

- يستحب النفث - وهو نفخ لطيف - خلال القراءة وبعدها.

- يستحب وضع اليد اليمنى خلال القراءة على الناصية أو على موضع الألم، مع ملاحظة عدم جواز مس النساء من غير المحارم.

- إذا تأثر المريض ببعض الآيات خلال الرقية، فيستحب أن يكررها الراقي ثلاث أو خمس أو سبع مرات، حسب الحاجة وملاحظة درجة الاستجابة.

- قد يلزم تكرار الرقية يوميًا لمدة أسبوع كامل، وربما كانت أقل من ذلك، أو أكثر؛ وذلك حسب حال المريض ومدى استجابته للعلاج، حتى يتم الشفاء بإذن الله.

- يجوز للراقي أن يقتصر في الرقية على الآيات القرآنية أو التعوذات النبوية، لكن الأفضل أن يجمع بينهما.

- إذا تبين للراقي أن المرقى يعاني من سحر - والعياذ بالله - ففي هذه الحالة يجب أن يركز الراقي في رقيته على الآيات التي ذكر فيها السحر، مع تكرار قراءتها على المسحور، وبخاصة تكرار المعوذتين، ففي ذلك تأثير بالغ على فك السحر، ودفع الأذى عن المسحور بإذن الله.

- يستحب ويفضل أن يقرأ الراقي الرقية جهرًا وليس سرًا، وبصوت معتدل يستطيع أن يسمعه المرقى؛ فيزداد بذلك تأثره بالرقية وانتفاعه بها.
ماذا قال نبينا عن الرقية الشرعية؟

وعن الرقية قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا) رواه مسلم.

وقد روى الإمام البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - كان يعوّذ بعض أهله فيمسح بيده اليمنى ويقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).
طريقة الرقية الشرعية

- وضع اليد اليمنى على موضع الألم.

- نقول: (بسم الله) (3 مرات).

- نقول: (أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ) (7 مرات)

فقد شكا عثمان بن أبي العاص ألمًا في جسده للنبي "صلى الله عليه وسلم" فقال له: (ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).

 ومما رواه علي بن أبي طالب أيضًا: (لدغتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مصليًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (صحيح ابن ماجه).

 ورُوي عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنّها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ).

معنى الرقية الشرعية

وإذا تأملنا في الرقية نجدها آيات وأدعية تلفت نظرنا إلى معان وأمور تحمينا وتحصننا طوال حياتنا مثل:

- التوكّل على الله.

- إحسان الظنّ بالله.

- العلم بأنّ كل ما يُصيب العبد لا يخالف القدر.

- النظر في الأسباب التي أدّت إلى ذلك.

- البحث عن حلول لها بالوسائل والأساليب المشروعة.-

التوكل على الله؛ وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

- الاستعاذة بالله من الشيطان وأعوانه وأتباعه، ويُقصد بالاستعاذة اللجوء إلى الله من كيد الشيطان، قال تعالى: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ).
فضل المعوذتين

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا " وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وقوله: (فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا) لا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك كل ما كان يتعوذ به من التعوذات الشرعية الدالة على التوحيد وحسن الظن بالله والثقة به؛ اكتفاء بالمعوذتين.

ولكنه محمول على أن التعوذ بالمعوذتين أولى من غيرهما، وقد روى أبوداود عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ، وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ: (يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا)"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

فلما كانتا أفضل ما تعوذ به المتعوذون كانتا أولى من غيرهما، لأنهما من القرآن، والقرآن أفضل الذكر.
عجائب تقوى الله وأسرار قراءة القرآن والاستغفار

الالتزام بتقوى الله وبأوامره واجتناب نواهيه؛ فالتقوى هي السبيل لحفظ الإنسان وحمايته، وبذلك يتولى الله رعاية عبده وتحصينه من كل سوءٍ، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا).

 كما أن الإكثار من قراءة القرآن الكريم والحرص على ترديد الأدعية المأثورة مفعولها مؤكد في الحفظ والعلاج والوقاية، فقد وصف ابن القيم كلام الله بأنّه دواءٌ للمؤمن من كل داءٍ، وأنّه الحصن والدرع لصدّ أي أذى قد يعترض للإنسان، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).
أسرار الاستغفار

المداومة على الاستغفار من الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)، والإكثار من الأعمال الصالحة التي تدفع البلاء، مثل الصدقة والإحسان إلى الناس.
أقسام الرقية الشرعية

وتنقسم الرُّقية الشرعية المشروعة إلى قسمين:

- الأول هو الرقية بآياتٌ معينة من القرآن الكريم.

- أما القسم الثاني فهو الأدعية التي وردت في السُّنة النبوية.

وسواء كانت الرقية بالآيات أو الأدعية فإن الرقية الشرعية هي دعاءٌ ووسيلةٌ لطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى، في أي وقت وعلى أي حال فباب الدعاء إلى الله مفتوحٌ لنا دائمًا ولا يغلق أبدًا.

قد يهمك أيضا:

الأوقاف المصرية تخصص مليون جنيه سنويا لدعم معاشات قراء القرآن الكريم

«المواساة في القرآن الكريم» موضوع خطبة الجمعة المقبل