القاهرة ـ مصر اليوم
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن نعمة الشكر منزلة عظيمة، فهو أرقى من الصبر والرضا كما ذكر صاحب (غذاء الألباب): أن الصبر واجب بلا خلاف، وأرقى منه الرضا، وأرقى منهما الشكر، بأن ترى نفس الفقر مثلا نعمة من الله أنعم بها عليك، وأن له عليك شكرها.وأوضح جمعة عبر الفيسبوك: الإكثار من الشكر مستحب خاصة عند تجدد النعمة، كما ثبت أنه ﷺ كان يخر لله ساجدا شاكرا له عند سماع خبر فيه نصر أو خير، وللشكر مواضع يندب فيها كالطعام والشراب والملبس.
وأكمل: شكر الله يكون على وجهين: شكر العام، وشكر الخاص العام : الحمد باللسان، وأن تعرف أن النعمة من الله، والخاص : الحمد باللسان والمعرفة بالقلب والخدمة بالأركان وحفظ الجوارح عما لا يحل، وعن محمد بن كعب: الشكر هو العمل، لقوله تعالى : {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} . أي لتحصلوا بأعمالكم الشكر الواجب عليكم.
وأضاف: الشكر لا يكون بالقلب والباطن فحسب، بل يكون بالجوارح فمن شكر الجوارح {أن النبي ﷺ قام حتى تورمت قدماه فقيل له: يا رسول الله أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا}.
وقال أبو هارون: دخلت على أبي حازم فقلت له: يرحمك الله ما شكر العينين؟ قال: إذا رأيت بهما خيرا ذكرته، وإذا رأيت بهما شرا سترته، قلت: فما شكر الأذنين؟ قال: إذا سمعت بهما خيرا حفظته، وإذا سمعت بهما شرا نسيته، قال الجنيد: الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة .
وهذه إشارة إلى حال من أحوال القلب على الخصوص، وكل منهم يقول بحسب الحال الغالب عليه أو بما يليق بالسائل.
قد يهمك أيضا :