القاهرة - مصر اليوم
تبقى العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أياما فاضلة ذات فضل وقيمة وثواب مضاعف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن أفضل الأعمال فيها الصوم كونه عبادة مخصوصة لله، في هذه الأيام المباركة.
قال الشيخ حازم شومان: "موضوع العشر الأوائل من شهر ذي الحجة عايز استعداد يا إخواني.. الموضوع عايز نقرب من ربنا.. الأيام دي عايزة استعداد يا جماعة.. زي مابيسموها في الكورة تسخين.. زي مابيسموها في التجارة قبل الموسم، وده موسم تجار الآخرة.. لازم تجهز نفسك وقلبك لهذه الأيام العظيمة".
وأضاف شومان: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ مِن هذه الأيَّامِ العَشْرِ" قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: "ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلٌ خرَج بنفسِه ومالِه ثمَّ لم يرجِعْ مِن ذلك بشيءٍ"، وأضاف الشيخ شومان: "يعنى ثواب عبادتك في عشر ذي الحجة إن اجتهدت فيها زي ثواب اللي ضحى بنفسه وماله وروحه في سبيل الله، فمن يضيع هذا الثواب.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشرِ" يعني فضل أيام العشر على باقي أيام السنة، زي مثلا فضل مكة والمدينة عن موسكو نيودلهي كلها أرض الله.. وكلها أيام الله.. لكن الله فضل أياما عن أيام.. طب أنا عاوز أفوز بأفضل أيام الآخرة.. يبقى فوز بأفضل أيام الدنيا.. يا جماعة لما ربنا بيقول "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" كثير من المفسرين قالوا "وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ" أي عشر ذي الحجة يعني عشر ذي الحجة كان سيدنا موسى عليه السلام يعبد ربنا ليل نهار.. العلماء قالوا: إن سيدنا موسى عليه السلام له أربعين يوما ميقات، وإحنا لينا أربعين يوما ميقات (ثلاثون يوما في رمضان.. وعشرة أيام من ذي الحجة) يبقى أربعين يوما ميقات إحنا كمان.. يعني اللي عبد ربنا في رمضان يتم الميقات بتاعه في عشر ذي الحجة".
وبين شومان: "يا جماعة هذه الأيام.. اللي سيدنا إبراهيم عليه السلام بنى فيها الكعبة لله.. هذه الأيام اللي سيدنا موسى عليه السلام كان بيعبد ربنا فيها على جبل الطور، وأخذ فيها التوراة من رب العالمين.. هذه الأيام العظيمة التي يهتف فيها الناس من كل أرجاء الأرض "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك" دي أيام تلبية لله.. أيام الخلق كلهم يقولوا.. جايين يا رب.. مقبلين يارب.. تائبين ومعظمين يا رب".
أفضل أيام الدنيا
وأوضح قائلا: "قال تعالى: "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ"، ربنا بيقسم بعشر ذي الحجة.. والعظيم لا يقسم إلا بعظيم.. بيقول "وَالْفَجْرِ".. أعظم عبادة في اليوم "وَلَيَالٍ عَشْرٍ".. أعظم عبادة في السنة.. "وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ".. الصلاة.. "وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ" يعني قيام الليل "هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ" يعني هو فيه حد عاقل مايعرفش قيمة الطاعات دي وقيمة المواسم المهولة دي، وفي آخر السورة ربنا بيقول إيه "يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي".. هي دي".
وينصح الشيخ حازم شومان المسلمين قائلا: "يا إخواني.. عشر ذي الحجة موسم عظيم. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ أو قال هذه الأيامِ فأكثروا فيهن من التسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والتهليلِ" وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ"، الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.. معلومة عند أهل السماء.. معروف قدرها عن أهل السماء فإذا كان هذا يا إخواني هو قدر هذه الايام عند الله، فما قدر هذه الأيام عندك؟".