فرائض الإسلام

 سأل النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" لأصحابه رضوان الله عليهم مجموعة من الأسئلة ليعلمنا ديننا، وهناك أسئلة سألها الصحابة لرسول الله "صلى الله عليه وسلم" وأجاب عنها...

كان من فقه الصحابة رضي الله عنهم، أن يأتي الواحدُ منهم النبيَ "صلى الله عليه وسلم" فيسأله أسئلة جامعة، فيأتيه الجواب الجامع من النبي "صلى الله عليه وسلم".

جاء رجل ليسأل النبي "صلى الله عليه وسلم" عن فرائض الإسلام؛ فعن طلحة بن عُبَيدالله رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أهل نجد، ثائر الرَّأس، يُسمع دويُّ صوتِه، ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يَسألُ عن الإسلام، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: خمسُ صلواتٍ في اليوم واللَّيلة، فقال هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلاَّ أن تَطوَّع، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: وصيام رمضان، قال هل عليَّ غيرُه؟ قال: لا، إلاَّ أن تَطوَّع، قال: وذَكَر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - الزكاة، قال هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلاَّ أن تَطوَّع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أَزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أَفْلحَ إنْ صَدَق". رواه البخاري.

ويكون بالنسبة للصلاة؛ والتي هي أهم الأركان بعد الشهادتين، فقد جاء عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: "خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد، مَن أتى بهنَّ لم يُضيِّع منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقهنَّ، كان له عند الله - تبارك وتعالى - عهد أن يُدخلَه الجنة، ومَن لم يأتِ بهن، فليس له عندَ الله عهد، إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له". رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.

وجاء في هذا الحديث وعد ووعيد، وعد للمصلين، ووعيد لتاركي الصلاة.

ويشمل التطوع الوارد في الحديث السنن الرواتب، وقيام الليل، وتحية المسجد، وصلاة الضحى، وركعتي التوبة، وتحية المسجد؛ وغير ذلك مما لا غنى للمسلم عنه في تحصيل الحسنات، وتكفير السيئات، ورفعة الدرجات.

ويكون السبيل الأمثل للمحافظة على الفرائض القيام بالسنن، فإن من حافظ على السنن فإنه لا يفرط في الفرائض، ومن فرط في السنن فإنه سيفرط في الفرائض.

ويعد الصيام؛ من أركان الإسلام أيضًا، وقد أمر الله عزوجل به في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.. إلى قوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه).

ويوجد أيضًا صيام التطوع، ومنه صيام الإثنين والخميس، وستة من شوال، ويوم عرفة لغير الحاج، ويوم عاشوراء، وصيام المحرم، وشعبان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما لا غنى للمسلم عن المحافظة عليه كذلك، لما فيه من النفع الدنيوي والأخروي.

وقال الله تعالى عن الزكاة : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)، وقال أيضًا: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).

وتعتبر الزكاة من أركان الإسلام، والتي ذكرها النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديث البخاري ومسلم فقال: "بني الإسلام على خمس، وذكر منها الزكاة بقوله: وإيتاء الزكاة".

وتشمل الزكاة زكاة المال، وما يلحق بذلك، وزكاة الفطر، والتي يستعد المسلمون لإخراجها في نهاية شهر رمضان.

ويوجد أيضًا التطوع في هذا الباب، وهي الصدقات التي رغب الله عز وجل فيها في كتابه في آيات كثيرة جدًا، ومنها قوله تعالى: (إن تقرضوا الله قرضًا حسنًا يضاعفه لكم ويغفر لكم).

وقال النبي "صلى الله عليه وسلم": "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل". رواه البخاري.

وكان قوله "صلى الله عليه وسلم": "أفلح إن صدق": فيفيد أن الفرائض مما ينبغي أن يحرص عليها الإنسان جدًا، ولا يجوز له تفويتها، فإن الله سائله عنها، وأما التطوع فإنه لرفع الدرجات، وتكفير السيئات، والتزود من الحسنات، والقيام به يكون سبيلًا للحفاظ على الفرائض، فمن ضيع السنن فإنه قد يضيع الفرائض، ومن حافظ على السنن فإنه لا يفرط في الفرائض من باب أولى، والتطوع أيضًا يكون لتكميل النقص الذي قد يطرأ على الفرائض، وإن كان الله لن يحاسب عباده على ترك التطوع، وإنما قد يلومه، لأن من أحب الله تعالى ونبيه "صلى الله عليه وسلم" فإنه يحرص على التقرب إليه بكل سبيل.