القاهرة-مصر اليوم
يقدم "مصر اليوم" قصة لقمان الحكيم.. فمن هولقمان الحكيم؟
هو: لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال لقمان بن ثاران، كان نوبيًا من أهل آيلة، كان حكيمًا ليس نبيًا، ولم يقر أحد بنبوته
قال ابن كثير: كان رجلاً ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة، ويقال كان قاضيًا في زمن داود عليه السلام ،والله أعلم.
قال بعض المفسرين:
أدرك لقمان داود عليه السلام ، وكان قاضيًا يُفتي في بني إسرائيل، فلما بعث الله داود، قطع لقمان الفتوى، فسئل عن السبب فقال:لا أكتفي إذا كُفيت؟
قال تعالي:"وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ"(لقمان 12).
قال بن وهب:أخبرني عبد الله ابن عياش الفتياني عن عمر مولي عَقرةَ قال: وقف رجل يسأل لقمان الحكيم: أنت لقمان؟ قال: نعم قال: فأنت راعي غنم أسود؟ قال: أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من أمري؟ قال: وطئ الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم؟ بقولك، قال: يا بن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك، قال: وما هو؟
قال لقمان:غضي بصري، وعفة مطعمي، وحفظي فرجي، وقيامي بعدتي ووفائي بعهدي، وكرمي لضيفي، وحفظي جاري وتركي ما لا يعنني، فذاك الذي جعلني كما تراني.
وصيا لقمان في القرآن:
قال تعالي:"وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ "( لقمان1-13).
وعظ ابنه في القرآن:
وقد ذكره الله في القرآن- فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ابنه الذي هو أحب الخلق إليه، فنهاه وحذره من الشرك بالله، ثم الوصية بالوالدين وبيان حقهما على الولد، وتأكده، وأمر بالإحسان إليهما حتى لو كانا مشركين، ولكن لا يُطاعان على الدخول في دينهما.
ثم ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل، فإن الله سأل عنها ويحضرها في يوم الحساب، ويضعها في الميزان، كما قال تعالي:
"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"(الأنبياء47)، وأخبره أن هذا الظلم لو كان في حقارة الخردل، ولو كان في جوف صخرة صماء، أي لا يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء.
ثم قال: "وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ" أي بجهدك وطاقتك، أي إن استطعت باليد فباليد، وإلا فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك ثم أمره بالصبر.
وقوله: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ".
ثم ينهاه الله تعالي عن التبختر في المشية على وجه الكبرياء والعظمة والفخر علي الناس.
وقد ثبت في الحديث: "إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله"، ولا تسرع إسراعًا مفرطًا.