ألف جندي إسرائيلي يقتحمون نابلس

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الخامس على التوالي، هجماتها المسعورة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، حيث شنت سلسلة غارات جديدة على القطاع، ودفعت بأكثر من ألف جندي لاقتحام نابلس واعتقلت عشرات الفلسطينيين، معظمهم من حركة «حماس» شمالي الضفة، كما أطلقت الرصاص على محتجين في سلفيت، ما أدى إلى إصابة فلسطيني.
وقد وسّع جيش الاحتلال عملياته العسكرية، واعتقل 41 فلسطينياً معظمهم من نشطاء «حماس»، جرى اعتقالهم في مناطق نابلس، وعوارتا، ومخيم بلاطة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وادعت الإذاعة الإسرائيلية أنه عثر خلال حملة الاعتقالات على ما وصفته وسائل قتالية عديدة، ومعمل لإنتاج الوسائل القتالية.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله، وهتكت حرمة عشرات المنازل، واعتدت على مسجد البيرة الكبير، وألقت قنابل الغاز والصوت بداخله.
لكن الحملة العسكرية الأبرز كانت ضد نابلس، حيث اقتحم جيش الاحتلال المدينة بأكثر من ألف جندي.
وقال مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر، إن قوات الاحتلال اقتحمت بأكثر من ألف جندي منزل النائب عن "فتح" جمال الطيراوي في المخيم، واقتحمت منزل شهيدين في نابلس، وسلمت ثماني عائلات بلاغات لتسليم أبنائهم، بعد اعتقال عدد من أبناء المدينة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، إن «القوات الإسرائيلية اعتقلت حتى الآن نحو 200 شخص». وفي الخليل جنوبي الضفة، دفع الاحتلال بالمئات من جنوده إلى المدينة، وشرع في عمليات بحث وتمشيط في العديد من المناطق، ودهم جنود الاحتلال العشرات من المنازل ودمروا محتويات عدد كبير منها.
وعمد قادة جيش الاحتلال إلى منع الفلسطينيين ممن يحملون الهوية التي تتضمن عنوان الخليل من السفر، عبر معبر الكرامة، وحرموا 20 ألف عامل من لقمة عيشهم.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال أحبطت الليلة قبل الماضية محاولة تسلل ثلاثة فلسطينيين إلى مستوطنة كوخاف يعقوب إلى الشمال من القدس.
أما في سلفيت، أصيب شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال، خلال مواجهات. وقال شهود عيان إن الشاب نقل إلى مستشفى رام الله، بحالة خطرة جراء إصابته برصاصتين في الصدر والبطن، أثناء مواجهات مع جيش الاحتلال.
الى ذلك، واصل طيران الاحتلال ليل الثلاثاء، شن غاراته على قطاع غزة زاعماً أنها تأتي رداً على إطلاق صاروخ على إسرائيل.
وقال مصدر أمني فلسطيني وشهود عيان إن طائرات حربية إسرائيلية نفذت غارات في خانيونس جنوبي القطاع، من دون أن تسفر عن إصابات، ولكنها أحدثت أضراراً وحرائق في المكان.
وأوضح المصدر أن ورشة حدادة في حي التفاح شمالي مدينة غزة تعرضت للقصف الجوي الإسرائيلي بصاروخين، ما أدى إلى تدميرها.
من جهة ثانية، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية زيادة الضغوط على «حماس»، وتخويل وزير الأمن الداخلي صلاحية تحديد معايير لتشديد ظروف احتجاز عناصر في المعتقلات الإسرائيلية.
واستمع أعضاء المجلس الوزاري، خلال جلسة عقدها أمس الاربعاء، استمرت نحو ثلاث ساعات إلى تقارير أمنية حول قضية اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة، وتقرر عقد جلسة أخرى قريباً لاتخاذ قرارات بشأن إجراءات أخرى ضد «حماس». وكشفت صحيفة «جوريزليم بوست» الإسرائيلية أنه يجري حالياً العمل على تطبيق للهواتف الذكية لمساعدة الإسرائيليين على تجنب عمليات الاختطاف.
وذكرت الصحيفة أنه بعد فقدان آثار الشبان المستوطنين الثلاثة، وعقب عمليات البحث المكثفة من قبل قوات الاحتلال، فإن ما يسمى بـ «المجلس الإقليمي شومرون» يعمل على تطوير تطبيق على الهواتف الذكية، يساعد الإسرائيليين على الاتصال فوراً في السلطات في حال التعرض للخطف، وسيمكن من تحديد موقع أصحاب الهاتف من دون إجراء أي مكالمة أو استخدام الهاتف.
واستعان المجلس بشركة مختصة للعمل على تحسين البرنامج حتى لا يكون هناك داع للاتصال بالشرطة، حيث يعمل التطبيق على تنبيه السلطات بموقع صاحب الهاتف، من خلال نظام الخرائط «جي.بي.إس»، وإذا كان صاحب الهاتف في خطر فإن التطبيق يرسل رسالة قصيرة فورية توضح المكان المتواجد فيه.
وسط ذلك، هاجم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق ميخائيل بن آري، عن حركة «كاخ»، الحكومة الإسرائيلية لسماحها بمعالجة زوجة الرئيس الفلسطيني آمنة عباس (أم مازن) في مستشفى إسرائيلي. وقال بن آري إن «عطفنا على أعدائنا يعلمهم كم نحن أغبياء، ففي اللحظة التي يواجه أولادنا المخطوفين الظلام وظلال الموت، تتلقى زوجة راعي القتلة العلاج في بيتنا». ودعا إلى احتجاز «أم مازن» في «زنزانة معتمة» حتى يرجع الشبان المخطوفون.