القاهرة - أكرم علي
انطلق أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مسيراتهم الأسبوعية، عقب أداء صلاة الجمعة، لرفض الحكومة، داعين إلى عدم الاعتراف بالنظام القائم في البلاد، ومطالبين بعودة ما يصفوه بـ"الشرعية"، مستخدمين العنف وسيلة لهم مع المارة المعارضين لهم، وعناصر الجيش والشرطة.
يأتي ذلك عقب ساعات من عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى القاهرة، آتيًا من نيويورك، عقب مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخرجت مسيرات من مساجد محافظتي القاهرة والجيزة وعدد من محافظات مصر المختلفة، شملت مناطق حلوان وعين شمس والمطرية، ومدينة نصر في القاهرة.
ونشبت اشتباكات بين عناصر المسيرات وقوّات الأمن، التي قامت بتفرقة المتظاهرين عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع والخرطوش في بعض المناطق داخل محافظة القاهرة.
وتفرقت عناصر جماعة "الإخوان"، المنطلقة من أمام مسجد حمزة بن عبد المطلب في ميدان النعام في عين شمس، في الشوارع الجانبية، عقب وصول قوات الأمن المركزي، التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في المطرية، وفرقت المسيرات سريعًا.
وفي الجيزة، نظّم عدد من عناصر "الإخوان" مسيرة في شارع الهرم، عقب انتهاء صلاة الجمعة، رافعين شعارات "رابعة"، فيما تحركت قوات الأمن لفضها، كما خرجت مسيرات من أمام مسجد الاستقامة، وميدان لبنان في المهندسين.
وجابت مسيرات في شارع فيصل، أطلق المتظاهرون فيها الحجارة والألعاب النارية على قوات الأمن.
وفي سياق منفصل، سيطر موضوع الحج على خطبة الجمعة في مساجد القاهرة والجيزة كافة، بالتزامن من انطلاق الشعائر في المدينتين المقدّستين مكّة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
وأكّد خطيب الجامع الأزهر الدكتور محمد الأمير أنّ "الأيام المقبلة من العام هي من أقدس الأيام بالنسبة للمسلمين المؤمنين"، داعيًا إلى "ضرورة استقبال هذه الأيام بنوايا حسنة خالصة لله ولا تشوبها شائبة، لاسيما لمن قرر الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج"، موضحًا أنّ "شهر ذي الحجة هو من أقدس الأشهر الإسلامية لذا فلابد من مراعاة ذلك في التعاملات كافة، تجنبًا للمعاصي".
وشدّد الأمير على "ضرورة تجديد التوبة كفرصة سانحة في هذه الأيام التي تغمرها رحمة الله بعباده"، لافتًا إلى أنها "فرصة يعطيها الله كل عام لعباده للتقرب منه".
ومن جانبه، رأى خطيب مسجد الاستقامة في الجيزة محمد العادلي أنَّ "الاختلاف يعتبر سمًا قاتلاً في جسد الأمة، وهو ما نتذوقه الآن في الأمة الإسلامية بعد أن ساد الاختلاف ليفرح به عدوها"، مبيّنًا أنَّ "الاختلاف بدعة والوحدة سنة الأمة"، ومضيفًا أنَّ "الحج جعله الله مظهرًا وسببًا لوحدة الأمة، وأنَّ الله جعل الوحدة في ميقات الحج، واللباس، والإحرام، حيث يقفون على صعيد واحد في عرفات، لهدف واحد، قاصدين تلبية دعاء الله ليرضى الله عنهم".
وأشار خطيب الاستقامة، إلى أنَّ الهدف في الإسلام من الحج أن يتحصلوا على التقوى، وأن المصدر الأسمى فيها أن تأخذ شعيرة الحج من رسول الله كأمة مكرمة، تأخذ عملها من عمله.
وأوضح أنَّ "وحدة الأمة تجلت مسبقًا فى أدب العلماء في النقاش بأدب وخفض صوت بخلاف ما نحدثه الآن ببعضنا في الخلاف من مجادلة ومشاكسة وفضائح وأضرار بوحدة الأمة"، مطالبًا الجميع بأن "يتشبهوا بحجاج بيت الله في صعيد ومقصد الوحدة".