الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس البشير

عقد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير جلسة مُحادثات ختامية في قصر القبة، صباح الأحد، تناولت سبل تدعيم العلاقات بين مصر والسودان في مختلف المجالات، وتوسيع التعاون والتبادل التجاري والاستثماري، وتفعيل اتفاقات التعاون المبرمة بين البلدين، كما تناولت المباحثات عددًا من الملفات العربية والقضايا الإقليمية والأفريقية المهمة.

وطالب السيسي، في البيان الختامي المشترك مع الرئيس البشير من قصر القبة، الأحد، وسائل الإعلام بمساندة مؤسسات الدولة في مصر والسودان كافةً، وأنَّ تحافظ على كل كلمة حتى لا تؤثر على أجواء العلاقات المتينة والقوية بين شعبي وادي النيل، مشيرًا إلى أنَّ العلاقات المصرية السودانية ستشهد طفرة مستقبلية في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمار كافةً، من خلال لجان أعدت لذلك تحت إشرافه والبشير.

وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس عمر البشير قمة ثنائية عقب انتهاء مراسم استقبال الرئيس السوداني، السبت الماضي، وأعقب القمة لقاء موسَّع بحضور وفدي البلدين، تمّ خلاله التأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الدولتين الشقيقتين وشعبي وادي النيل في شماله وجنوبه.

 

واستهل الرئيس اللقاء بالترحيب بالرئيس السوداني والوفد المرافق لسيادته في بلدهم الثاني مصر، مضيفًا: "نرحب بالبشير في بلده مصر وبين أبناء شعب مصر أبناء النيل، ذلك النهر العظيم الذي جمع بينهم ولم يفرق بينهم".

وأضاف السيسي أنَّ سعادته البالغة بهذه الزيارة المهمة التي تأتي في وقت تتوحد فيها الإرادة السياسية في البلدين، بالإضافة إلى الإرادة الاقتصادية بشكل يرقى إلى تطلع الشعبين ويعزّز الاستفادة المشتركة لتحقيق النمو الاقتصادي، منوهًا إلى المسؤولية التي تقع على عاتق حكومتي البلدين لتحقيق آمال شعبيهما وتحسين أوضاعهما على المستويات كافةً، ولاسيما المستويين الاقتصادي والتنموي.

ومن جانبه، قدّم الرئيس السوداني الشكر للرئيس السيسي على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وجذورها التاريخية التي لا يمكن زعزعتها.

وأشاد البشير بدور مصر الفاعل في القضايا العربية والأفريقية، منوهًا إلى أنها تمثل حجر الزاوية في المنطقة العربية، في السلم والحرب، وبمواقف مصر، لاسيما دورها في رفع العقوبات عن الخرطوم، ومنوهًا إلى ترابط أمني البلدين، وحرص السودان على عدم المساس بأمن ومصالح مصر.

كما دعا الرئيس السوداني إلى أهمية ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين إلى المستوى الرئاسي؛ بحيث تعقد اجتماعاتها بالتناوب بين البلدين بما يضمن دورية انعقادها ونجاحها في تحقيق النتائج المرجوة منها، وهو ما رحب به الرئيس السيسي.

وعلى صعيد التعاون المائي، شهد اللقاء إشادة بمستوى التعاون الذي يتم على مستوى الحوض الشرقي للنيل، وذلك في ضوء ما خلص إليه اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة أمس 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فضلاً عن التأكيد على أنَّ نهر النيل يتعين أنَّ يكون وسيلة لتحقيق التنمية المشتركة لشعوب دول الحوض كافةً، دون الإضرار بمصالح أي طرف.

وإقليميًا، اتفق السيسي والبشير على دعمهما لخيارات الشعب الليبي ودعم المؤسسات الشرعية الليبية وفي مقدمتها الجيش الوطني الليبي، وضرورة التوصّل إلى اتفاق سياسي لتسوية الأزمة في ليبيا، بما يضمن تحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني، ويصون الحقوق المشروعة للشعب الليبي.

وأكد السيسي أنه بحث مع البشير، خلال الجلسة الثنائية المغلقة، تطورات مختلف القضايا المهمة على الساحة العربية، وأوضح أنه حاز الملف الليبي على اهتمام خاص بالنظر لعضوية البلدين في الآليّة التشاورية لدول جوار ليبيا.

من جانبه، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أنَّ المباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، شهدت توافقًا كاملاً على مستوى القضايا المطروحة، مشيرًا إلى أنَّ ما تم الاتفاق عليه سيسهم بشكلٍ فعّال فى إزالة العقبات كافةً، وأكد البشير:  "الناس على دين ملوكهم، لكن الآن الناس أصبحوا على دين إعلامهم"، مشيرًا إلى أنّ الإعلام لديه دور كبير ويؤثر في عملية البناء والهدم، موضّحًا أنَّ ما تم الاتفاق عليه مع السيسى، لن تؤثر عليه أجهزة الإعلام أو أيّة عواصف تحمل السوء".