القاهرة - أكرم علي
أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ التحضير والإعداد جارٍ لإنجاز الانتخابات البرلمانية، قبل نهاية العام الجاري، منوهًا إلى أهمية البرلمان المقبل، في ضوء الصلاحيات الموسعة التي سيتمتع بها مجلس النواب الجديد، وفقًا للدستور المصري الذي تم إقراره في كانون الثاني/يناير 2014.
ودعا السيسي الجميع إلى المشاركة في الانتخابات، مشدّدًا على "أهمية التدقيق وحسن اختيار نواب الشعب، الذين سيحملون شرف وأمانة تمثيل الشعب المصري، فضلاً عن المهمة الجسيمة في شقي عمل البرلمان للرقابة والتشريع".
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس مع قداسة البابا تواضروس الثاني، وقيادات الطوائف المسيحيّة في مصر، الخميس، في قصر الاتحادية (شرق القاهرة).
وتمّ أثناء اللقاء استعراض الشأن المصري العام، وعدد من الشواغل المسيحية، ونوّه الرئيس إلى "الدور الوطني للمسيحيين، منذ بداية الثورة المصرية، تلك الوطنية التي طالما اتسم بها أقباط مصر"، موضحًا أنَّ "شواغل المسيحيين ستكون محل اهتمام الدولة المصرية"، ومؤكدًا "إيمان الدولة وحرصها على أن تكون حرية العقيدة والعبادة مكفولة لأبناء الوطن كافّة".
وشدّد الرئيس السيسي على "أهمية أن تتواكب مع جهود الدولة، جهود مجتمعية لإصلاح ما تم إفساده في العلاقة بين عنصري الأمة، بسبب تفاسير مغلوطة ورؤى مشوهة".
وأبرز السيسي "قيم الوحدة والتآخي بين المصريين جميعًا، مسلمين ومسيحيين، وأنّ ما يمر به واقعنا الإقليمي يعدً دليلاً دامغًا على أهمية أن نحصن أنفسنا كمصريين ببناء مادي ومعنوي وإنساني في غاية القوة، يحمي مجتمعنا من أيّة محاولات لتقسيمه، والتفريق بين أبنائه، الذين عاشوا جميعًا كوحدة واحدة لآلاف السنين".
وحرص رؤساء وممثلو الطوائف المسيحية غير المصرية على تقديم الشكر للرئيس على استضافة مصر لهم ولكنائسهم؛ فأكّد الرئيس أنَّ "هذه هي روح الإسلام السمحة الحقيقية، التي تدعو إلى التعايش السلمي، وقبول الآخر، وأيضاً إلى التعارف والتعاون"، مبيّنًا أنَّ "مصر ترحب بهم دائمًا، وتقدر أهمية الاختلاف والتنوع كسُنة للحياة"، وأضاف أنَّ "مصر كانت وستظل واحة أمان واستقرار ومحبة لجميع الأديان السماوية".
وطالب السيسي بـ"تصويب الخطاب الديني، لاسيما في ضوء خطورة استغلال الدين كسلاح لجذب العناصر التي يمكن استقطابها إلى الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي يتنافى مع قدسية وسماحة الأديان".
ونوّه الحضور إلى دور الأزهر الشريف في نشر القيم الوسطية المعتدلة لمواجهة محاولات تشويه صورة الإسلام من جانب المتطرفين.