رام الله – وليد ابوسرحان
قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل اجتماع القيادة الفلسطينية، الذي كان مقررًا الجمعة، لاتخاذ قرارات فلسطينية وصفت بالحاسمة، بشأن العلاقات مع إسرائيل، ردًا على استشهاد الوزير زياد أبو عين.وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة أنّ "الاجتماع تأجل إلى مساء الأحد المقبل، في مؤشر على أنّ هناك جهود وساطة تبذل من تحت الطاولة لثني القيادة الفلسطينية عن اتخاذ قرارات من شأنها أن تفاقم تدهور الأوضاع مع إسرائيل، التي طالبتها بالحفاظ على التهدئة في رسالة رسمية، نقلها المحامي ايتسحاق مولخو، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمسؤولين الفلسطينيين، الخميس".
وكشفت المصادر، في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، الجمعة، أنّ "اجتماع القيادة الفلسطينية جرى تأجيله عقب انتهاء القمة التي عقدت الخميس، بين الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في عمان، حيث جرى بحث القضية الفلسطينية ما بين الزعيمين بصورة مستفيضة".
وكان أكثر من مسؤول فلسطيني صرح بأنّ "اجتماع القيادة الذي جرى تأجيله كان بصدد اتخاذ قرارات هامة على صعيد العلاقة مع إسرائيل، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، لملاحقة إسرائيل على جرائمها في حق أبناء الشعب الفلسطيني".
وأكّد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الخميس، أنَّ "القيادة الفلسطينية اجتمعت، الأربعاء، على أن يستكمل اجتماعها الجمعة، واتفقنا على جدول أعمال يشمل عرض مشروع قرارنا لتثبيت حدود 67، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، مع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، والبند الثاني شمل توقيعنا على جميع المواثيق الدولية، بما فيها ميثاق روما الممهد للعضوية في محكمة الجنايات الدولية، والدول المتعاقدة السامية والمؤتمر المتعاقد الثاني في جنيف، لتثبيت وتطبيق هذه المواثيق على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس وقطاع غزة، ومطالبة المجتمع الدولي بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحديد العلاقة مع إسرائيل ويشمل التنسيق الأمني وتحميل إسرائيل مسؤولياتها كاملة، وتصعيد المقاومة الشعبية والسلمية في مواجهة الاستيطان، وإجراءات الاحتلال، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الحاضر، بما فيه استشهاد المناضل زياد أبو عين"، مبرزًا أنه "ستجتمع القيادة لاتخاذ القرارات والمباشرة بتنفيذها فورًا".
وأضاف عريقات، أنّ "هناك ادانة دولية شاملة لجريمة اغتيال زياد أوعين، وهناك مطالبات دولية بتحقيق دولي"، مشيرًا إلى أنَّ "الرئيس عباس طالب سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيس اتحاد العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، بالعمل على إجراء تحقيق دولي في شأن ملابسات اغتيال أبو عين".
وأبرز أنّ "زياد أبو عين هو الشهيد رقم 2265 منذ حزيران/يونيو الماضي"، لافتًا إلى أنّ "هناك عشرة آلاف جريح وثمانين ألف منزل قد دمر في الضفة وقطاع غزة، وأن كل الانتهاكات من هدم واقتحام وتدمير ومصادرة أراض وإغلاقات تمارسها إسرائيل في حق شعبنا، يدل على النوايا المبيتة لدى الاحتلال، وهذا ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية".
وأردف عريقات "الحكومة الإسرائيلية، واليمين المتطرف الإسرائيلي، يصرون أن تقوم الحملة الانتخابية الإسرائيلية على الدم الفلسطيني، وهدم المنازل وحملة اغتيالات والاعتقالات وحملة مصادرة الأراضي، واقتحام المسجد الأقصى، وإلى ما هنالك من ممارسات عنصرية يمارسها الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وهذا ما يحدث على الأرض، وهناك إدانة دولية ومطالبات بالتحقيق".