مطار طرابلس الدولي

تُواجه ليبيا خطر الحرب الأهلية بشكل كبير، خصوصًا بعد أن قامت كتائب مسلحة، تطلق على نفسها اسم "جماعة فجر"، بالاستيلاء على مطار العاصمة الليبية طرابلس، وأعلنت الحكومة الخاصة بها. واستولت "قوات مصراتة" وائتلاف "القوى الإسلامية"، على المطار، خلال عملية مسلحة بدأت السبت، بعد معارك شرسة مع الكتائب الموالية للحكومة، بعد مرور 5 أسابيع من ضرب بعض مناطق العاصمة.
والتقطت صور لعدد كبير من الأشخاص الملتحين، عقب الاستيلاء على المطار، وهم في سعادة غامرة، ويرقصون على الطائرات المُحطًمة، مطلقين النيران في الهواء، ويهتفون "الله أكبر".

وأضرم المقاتلون النيران في المطار الأحد، ما جعل البعض يعتقد أنهم يريدون تدميره وليس الاحتفاظ به. ويعد الاستيلاء على المطار، تتويجًا لجماعة "فجر"، بعد أسابيع من السيطرة على العاصمة. وترفض جماعة"فجر" وصفها بـ"المسلحة"، وتزعم أنها تسعى إلى تحقيق أهداف الثورة في ليبيا.
وأعلن المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام، عن أنه سيتم عقد اجتماع طارىء في طرابلس لإنقاذ البلاد، فيما أكد أحد مسؤولي البرلمان الليبي، على ضرورة إدراج جماعة "فجر ليبيا" كجماعة متطرفة، كما دعت قوات موالية للحكومة، رئيس الوزراء، عبد الله الثاني، إلى إقناع الكتائب القومية والقبلية بحاولة استعادة العاصمة.

وتراقب مصر والسودان تطورات الأوضاع فى ليبيا في حذر، تجنباً لامتداد الفوضى إلى حدود البلدين، ويمكن أن يستخدم بعض المتشددين الطائرات في المطارات التي سيطرت عليها"جماعة فجر" لشن هجمات على الدول المجاورة.
وتتزايد هذه المخاوف، بعد أن أعلن أعضاء الجماعة، عن انتقامهم من مصر والإمارات لمسؤولية البلدين عن الغارات الجوية التي شنتها طائرات مجهولة الهوية، السبت، مما أسفر عن مقتل 17 من أفراد كتائب مصراتة.
 وبيّن الرئيس الفرنسي، فرنسوا أولاند، الأسبوع الماضي، أنه على الرغم من الأزمات في العراق وسورية وأوكرانيا وغزة، إلا أن ليبيا تمثل القلق الأكبر في الوقت الحالي.

ودعا مسؤولون فرنسيون إلى ضرورة تدخل مجلس الأمن، للتوصل إلى حل سياسي ومنع تقسيم البلاد. واضطرت ليبيا إلى الانسحاب من استضافتها لكأس الأمم الإفريقية لعام 2017، بسبب خطورة الوضع الأمني فى البلاد.
وتهدد تلك التطورات الخطيرة بتحول الدولة الليبية من السعي إلى تحقيق الديمقراطية منذ اندلاع الربيع العربي إلى الفشل الذريع.