تونس ـ كمال السليمي
فاز حزب نداء تونس العَلماني بأكثر من 80 مقعدًا في البرلمان الذي سيضمّ 217 نائبًا مقابل 67 مقعدًا لحركة النهضة الإسلامية، بحسب ما أكده مصدر حزبي.
ومن المتوقع أنَّ تُعلِن الهيئة المستقلة للانتخابات، الاثنين، النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، واذا أكدت الهيئة هذه النتيجة فستكون نكسة لحركة "النهضة" التي فازت بأغلب المقاعد في انتخابات 2011، عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وتوجّه التونسيون الأحد الماضي، في أمان إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، وسط توقعّات بأنَّ تصل نسبة المشاركة فيها إلى 70 في المائة.
وأعلن عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، مساء الأحد الماضي، أنَّ نسبة الإقبال في كامل أنحاء البلاد تجاوزت 60 في المائة قبل نحو ساعة من انتهاء مدة الاقتراع، أي قبل ساعة من نهاية التصويت.
وذكرت السُلطات الانتخابية إنه من إجمالي أكثر من 12 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد ظلّت 5 مراكز فقط مغلقة لأسباب أمنية في القصرين؛ حيث تشنّ القوات التونسية حملة على إسلاميين متشدّدين قرب الحدود مع الجزائر، وجرى الاقتراع وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة.
ويبلغ عدد الناخبين التونسيين المسجّلين 5 ملايين و285 ألفًا و136 بينهم 359 ألفًا و530 يقيمون في دول أجنبية، بحسب إحصائيات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وتنافست في اقتراع، الأحد الماضي، 1327 قائمة "1230 قائمة في الداخل و97 في الخارج"، موزعة على 33 دائرة انتخابية "27 في الداخل و6 في الخارج"، بحسب هيئة الانتخابات.
وأدلى الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي بصوته في مدينة سوسة، صباح الأحد الماضي، لكن بمجرد وصوله أطلق ناخبون صيحات "ارحل" في وجهه.
واحتجّ ناخبون على تجاوز المرزوقي طابور المنتظرين ودخوله مباشرة إلى مكتب الاقتراع، وردّ الرئيس المؤقت على المحتجين "أنا عائد إليكم"، في إشارة إلى ترشُّحِه لمنصب الرئاسة في الانتخابات المُقبلة.
من جهته، أكد رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، خلال وقوفه في طابور الناخبين أمام مركز اقتراع جنوب العاصمة تونس: "التونسيون يصنعون اليوم لأنفسهم تاريخًا جديدًا ويصنعون للعرب تاريخًا جديدًا مع الديمقراطية، ويبرهنون أنَّ الذين فجّروا ثورة الربيع العربي متمسكون بالوصول بها إلى غايتها في إنتاج نظام ديمقراطي حديث".
وأدلى الناخبون في تونس بأصواتهم، الأحد الماضي، في أول انتخابات تشريعية وفق دستور الجمهورية الثانية المُصادق عليه بداية 2014 وبلغت نسبة المشاركة غير النهائية 61,8 في المئة، رغم أنَّ الإقتراع حاسم في هذا البلد الذي ينظر اليه باعتباره "بارقة أمل" في منطقة مضطربة.
وترتدي هذه الانتخابات أهمية بالغة؛ إذ سينبثق عنها برلمان وحكومة منحهما الدستور الجديد صلاحيات واسعة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.
وذكر الباجي قائد السبسي زعيم حزب "نداء تونس" خلال تصريحات إثر غلق مكاتب الإقتراع، إنَّ حزبه لديه "مؤشرات إيجابيّة" تفيد بأنَّ حزبه في الطليعة، بيد أنه حرص على التاكيد أنه لا يمكن الحديث عن نتائج الانتخابات قبل الإعلان الرسمي من قِبل هيئة الانتخابات.
ورفض "حزب النهضة" من جهته إعطاء أيّة توقعات، كما رفض أحد قادته عبدالحميد الجلاصي إعطاء توقّعات، داعيًا الطبقة السياسية إلى انتظار إعلان النتائج المتوقّعة، الاثنين.
وأعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات أنَّ نسبة المشاركة بلغت 61,8 في المئة ما يمثل أكثر بقليل من ثلاثة ملايين ناخب في كل أنحاء البلاد، وكان نحو 4,3 ملايين تونسي شاركوا في انتخابات المجلس التأسيسي العام 2011 والتي فاز فيها "حزب النهضة".
وبدأت فور انتهاء التصويت عملية فرز الأصوات العلنية بحضور كل من يرغب، لاسيما أعضاء القوائم المترشِّحة والمراقبين.
ويبلغ عدد الناخبين المسجّلين خمسة ملايين و285 ألفًا و136 بينهم 359 ألفًا و530 يقيمون في دول أجنبية، بحسب إحصائيات الهيئة المُكلّفة بتنظيم الانتخابات.
وبالنسبة إلى المقيمين في الخارج، بدأت عملية التصويت الجمعة الماضية واستمرت حتى الأحد الماضي.
وتنافست في الانتخابات التشريعية 1327 قائمة "1230 قائمة في الداخل و97 في الخارج"، موزعة على 33 دائرة انتخابية "27 في الداخل و6 في الخارج"، بحسب هيئة الانتخابات.
وتضمّ القوائم الانتخابية أسماء نحو 13 ألف مرشح "على أساس مبدأ "المناصفة" بين النساء والرجال، وقاعدة التناوب بينهم داخل القائمة" الواحدة، وفق القانون الانتخابي، وسينبثق عن الانتخابات "مجلس نواب الشعب" الذي سيمارس السلطة التشريعية لمدة خمس سنوات.
وسيضمّ المجلس 217 نائبًا بينهم 199 عن 27 دائرة انتخابية في الداخل و18 نائبًا عن ست دوائر في الخارج.
وفي مكاتب الإقتراع كانت الأجواء جيدة؛ حيث كان ناخبون يتبادلون التهاني بعد التصويت وتلوين سبابتهم اليُسرى بالحِبر الانتخابي.
وذكرت صفاء الهلالي، (27 عامًا)، مُعلِمة: "لأكون صريحة لقد جئت لتأدية الواجب أكثر مما هو اقتناع باللوائح المتنافسة"، مضيفة: "يتعلق الأمر بمستقبل الشباب والأجيال المُقبلة".
ورغم المخاوف من حدوث اضطرابات لاسيما هجمات متطرِّفة، فقد جرى الاقتراع دون حوادث تُذكر.
ونشرت السُلطات 80 ألف جندي وشرطي لتأمين هذه الانتخابات التي سينبثق عنها أول مجلس شعب للجمهورية الثانية لولاية من خمس سنوات.
يُذكر أن النتائج الأوليّة للانتخابات جاءت كالآتي: حزب نداء تونس 37% من الأصوات، حزب حركة النهضة 26% من الأصوات، الجبهة الشعبية 6% من الأصوات، الحزب الوطني الحرّ 5% من الأصوات، حزب آفاق تونس 3% من الأصوات، وتتقاسم الأحزاب والقائمات المستقلّة باقي النتائج.