القاهرة – أحمد حسين
أعلنت حركة "شفت تحرش" الحقوقية عن منع 16 واقعة تحرش جنسي في وسط القاهرة خلال اليوم الثاني من عيد الفطر.
وأوضحت الحركة في تقرير لها الأربعاء، أنه في ثاني أيام عيد الفطر استمر تواجد المتطوعين والمتطوعات ميدانياً منذ الساعة 12 ظهراً، وحتى الـ10 مساءً بتوقيت القاهرة، في النطاق الجغرافي المعلن عنه سلفاً، وباشروا تقديم خدمات التوعية والتدخل والإنقاذ في وقائع العنف الجنسي والتحرش التي استهدفت فتيات ونساء في محيط وسط القاهرة.
وأكدت أنّ، المشهد العام استمر معبرًا عن نسبة منخفضة من النساء والفتيات أغلبهن بصحبة ذويهن من الذكور، وبالتزامن مع هذا كانت أعداد الصبية تتزايد باستمرار على مدار اليوم الثاني، والمشاهدة الواقعية مستمرة في المنحنى البياني الهابط والمعبّر عن استمرار إحساس النساء والفتيات بعدم الأمان.
وأشارت الحركة إلى، أن التواجد الأمني في الصباح والظهيرة والعصر، انكمش وحتى من تواجد منهم تجاهل ما يحدث أمامه ولم يقم بأي تدخل أو تأثير ملحوظ في مواجهة جرائم التحرش الجنسي، وظل الوضع قائماً حتى غروب الشمس وعادت من جديد قوات الشرطة تظهر في محيط وسط البلد بكثافة من الإدارات الشرطية.
وبينت الحركة، أنّ التواجد الأمني في محافظة كفر الشيخ انعدم في فترة الصباح، ثم ظهر بكثافة مع الظهيرة بقوات نظامية وأخرى سرية لكن لا يتدخل أحد لمنع الجرائم، وبعضها كان يعيق نشاط المبادرة، موضحة أنّ القوات اختفت تمامًا قبيل الغروب ثم عادت بشكل متوسط بعد الساعة الثامنة مساءً.
ولاحظ فريق المتطوعين والمتطوعات، تجاوباً من الأسر والعائلات التي خرجت للتنزه في محيط منطقة وسط البلد، وكذلك إقبال من الفتيات للاستماع لرسائل التوعية التي يدلي بها فريق المطوعين، إلا أن عدداً من الصبية والمراهقين كانوا يتعمدون السخرية من فرق المتطوعين، ولوحظ أيضاً أن الضحايا يفضلن استدعاء أفراد المبادرة عن استدعاء أفراد الأمن، ويكتفين بسلامتهن الجسدية مع رفضهن تحويل الأمر لبلاغ في أقسام الشرطة تحت شعار "المسامح كريم".
وأكدت أن، هذا النوع من الثقافة الشعبية في تعاطف الضحية مع الجاني وترسيخ قيم "المسامحة" في التنازل عن الحقوق يجعلنا نشدد من جديد علي أن مكافحة جرائم العنف الجنسي يجب أن تدمج في مناهج التعليم المختلفة لتغيير ثقافة التنازل عن الحق، وعد إلقاء اللوم علي الناجيات من جرائم التحرش الجنسي.
و نوهت الحركة إلى أنّ اليوم الثاني لعيد الفطر شهد نشاطًا ملحوظًا عن سابقه، حيث نجح أفراد المبادرة في منع 16 حالة انتهاك جسدي، وبينهم10 حالات تحرش جسدي من بينهم 3 حالات تحرش جماعي، وحالتين عنف جسدي، بالإضافة إلي أربعة حالات تم منع تحرش جسدي قبل وقوعه، في حين رفضت كل الناجيات تحرير محضر بالواقعة في قسم الشرطة وطلبت إحداهن أن يعتذر المتحرش لها شخصيًا.
وكان اللافت للنظر، وجود فتيات عدة ممن تم التحرش بهن بصحبة ذويهم منهم حالتين كانتا مع أزواجهن، وكانت أبرز وقائع اليوم حين قام أفراد المبادرة بإنقاذ سيدة حاول المارة في شارع طلعت حرب إخراجها عنوة من السيارة أثناء مرورها وتجمهر أكثر من خمسين شخصًا حولها وحاولوا كسر زجاج السيارة وفتح الباب لإخراج السيدة التي تجلس بجوار قائد السيارة مما اضطر أفراد المبادرة إلى عمل كردون بأجسادهم حول السيارة ومحاولة إخراج السيارة من الشارع، وبعد فترة وصلت قوات مكافحة العنف ضد المرأة وفتحوا الطريق لإخراج السيارة بمن فيها من المنطقة.