اشتباكات سورية

جدّد نائب وزير الخارجيّة السوري الدكتور فيصل المقداد اتهامه لحكومة تركيا بدعم "التطرف"، والفصائل المسلحة في سورية، بعد ما تداولته وسائل الإعلام عن شروط تركيّة للمشاركة في الحلف الدولي في مقدّمتها تسليح وتدريب الفصائل المقاتلة ضد الحكومة السورية، وإقامة منطقة حظر جوي شمال سورية، ومنطقة عازلة بعمق 15 كيلومترًا، وإسقاط حكومة دمشق عبر ضربات جوية.

 

وكانت إيران قد أعربت عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سورية إذا طلبت الحكومة السورية ذلك، فيما تعزز روسيا وجودها في شرق المتوسط بقطع بحرية جديدة، تحسبا لأي أحداث مفاجئة، بعدما أعلنت سابقًا أنها لن تسمح أن يعاد سيناريو ليبيا في سورية.

 

ميدانيًا، عزلت القوات الحكومية في دمشق حي جوبر كاملاً عن باقي بلدات الغوطة، بعد سيطرتها على جسر زملكا الاستراتيجي، فيما يشهد الحي معاركًا عنيفة عند جامع طيبة، آخر معاقل الفصائل المسلحة في الحي، وكانت القوات الحكومية قد فجرت مبنى يتحصن فيه مقاتلون من "جبهة النصرة"، وأنباء عن 9 قتلى، كما فجرت 3 أنفاق كانت تستخدم للإمداد والتنقل إلى عين ترما.

 

وتشهد جبهة حرستا وعربين قصفًا مدفعيًا مركزًا، بغية منع تقدم عناصر "جبهة النصرة"، التي تحاول إحداث خرق للوصول إلى القابون، عبر هجمات بعناصر "انغماسيين"، وهم عناصر انتحاريين يقاتلون حتى آخر رصاصة، ثم يفجرون أنفسهم.

 

وتتعرض مناطق سقبا وحمورية وزبدين لقصف صاروخي، وغارات جويّة، لتدمير تحصينات الفصائل المعارضة، تمهيدًا لاقتحامها.

 

و نفى قائد "جيش الإسلام" في دوما زهران علوش أي أخبار عن اتصالات لإجراء هدنة أو مصالحة مع القوات الحكومية، معتبرًا أنّ "أي اتصال أو مفاوضات دون أخذ رأي (أهل الحل والربط) في الغوطة، هو خيانة".

 

ويستمر قصف القوات الحكومية لمعاقل "جيش الإسلام" في دوما دون تسجيل أي تقدم أو السيطرة على بلدات جديدة، ويبدو أنّ هدف القوات الحكومية إشعال أكبر عدد من الجبهات في وقت واحد، بغية منع الفصائل من مساعدة بعضها، فيما انفجرت سيارة مفخخة في الطريق بين دوما ومخيم الوافدين.

 

وفي القلمون، فرضت الأحوال الجوية القاسية وقفًا للطلعات الجوية، والقصف المدفعي، بينما تشهد خطوط الاشتباك هدوءًا حذرًا، ولم تسجل اشتباكات، وينطبق الحال في منطقة الزبداني.

 

وجنوبًا، في درعا تشهد المحافظة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية، وفصائل تابعة لـ"الجيش الحر"، وفصائل إسلامية أخرى، في دير العدس، وأم المياذين، وجاسم، واليادودة، وطفس، وعتمان، وشهدت، هذه المناطق قصف بالبراميل المتفجرة، فيما تدور في معبر نصيب الحدودي اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.

 

وأكد مصدر في القوات الحكومية أنَّ "الفصائل المسلحة تحاول إدخال السلاح والمقاتلين عبر الحدود السورية الأردنية"، مشيرًا إلى أنَّ "القوات الحكومية قد دمرت أكثر من 30 سيارة في الأيام الماضية".