القاهرة – أكرم علي
أكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري أنَّ بلاده لا تدخر جهدًا، عبر اتصالاتها وتدخلاتها، انطلاقًا من مسؤوليتها، بغية وقف العدوان على غزة، والحيلولة دون انزلاق الموقف إلى هاوية العنف، التي لا تبقى ولا تذر، بما لها تبعات وخيمة على الشعب الفلسطيني، وعلى استقرار وأمن المنطقة.
وأوضح شكري، في كلمته، الخميس، أمام الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لوزارء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في جدة، أنَّ"الاجتماع يأتي في ضوء التطورات الأخيرة المرتبطة بالتصعيد الإسرائيلي في فلسطين، والتي تفرض أن نبحث بصورة فورية الآفاق الممكنة لتقديم يد العون لأشقائنا في فلسطين، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، والذي بلغ مستويات شديدة الخطورة، أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال المئات من أبناء فلسطين، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".
وأشار شكري إلى أنَّ "التصعيد الإسرائيلي العسكري الراهن وما ترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، إنما يمثل استمراراً للسياسات القمعية والعقاب الجماعي التي تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني لإرادة سلطة الاحتلال"، معتبرًا أنَّ "على المجتمع الدولي، لاسيما هؤلاء الذين يتشدقون لمناصرة حقوق الإنسان، ألا يقف عاجزاً في هذه الحالة عن التصدي لهذا الوضع المشين، وهذه الممارسات المرفوضة، أو نحو رفض هذا الوضع، أو اتخاذ أيّة خطوات حقيقية لحماية حق الشعب الفلسطيني في الحرية بل والحياة".
وأبرز أنَّ "هذا التصعيد الإسرائيلي يتواكب مع التحديات والمخاطر التي يواجهها عالمنا الإسلامي، إلا أنَّ إشكالية التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية يمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيرهم، ويمكّنه من الحصول على حقوق غير قابلة للتصرف في إنشاء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية، تظل هي التحدي الذي ينبغي علينا أن نتكاتف جميعًا، ونوفر له ظروف النجاح كافة".
وبيّن وزير الخارجية أنَّ "مستويات التطرف في المجتمع الإسرائيلي وصلت إلى درجة غير مسبوقة، وليس أدل على ذلك من بشاعة الحادث الذي سبب صدمة للعالم أجمع، حينما أقدمت مجموعة يهودية متطرفة على اختطاف فتى يافع، هو الشهيد محمد أبو خضير، وقاموا بتعذيبه ثم حرقه حتى الموت".
وأضاف شكري "بعد أن أثبت النظام الدولي عجزه عن وقف السياسات الدولية الرافضة للسلام فإن من الضرروي إعادة النظر بجدية للآليات الدولية التي تهتم بالقضية الفلسطينية، بشكل عادل وشامل، ولكن مصر تواصل جهودها واتصالاتها الكثيفة، بغية إنهاء هذا العدوان، واستعادة التهدئة، ووقف كل سياسات العنف الجماعي، فإننا ندعوكم جميعًا لدعم هذه الجهود، والتحرك الكثيف، على المستويات كافة، وكذا لبدأ خطوات جادة نحو استئناف عملية سلام جادة وحقيقية، تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية".