البيت الأبيض

داهمت العاصفة الثلجية "جوناس" العاصمة الأميركية واشنطن وشقت طريقهالتكون الأكبر منذ منذ العام ١٩٢٢، موشّحة البيت الأبيض ومبنى "الكابيتول" برداء أبيض وفارضة شللًا تامًا على حركة النقل في المدينة. وفيما حاصرت الثلوج الرئيس باراك أوباما والعائلة الأولى في محيط المكتب البيضاوي، نجح وزير الخارجية جون كيري في "الهرب" منها إلى المملكة العربية السعودية، فيما لم تؤثر "ثلوج دافوس" في رحلة نائب الرئيس جوزيف بايدن إلى هناك والتي دامت أربعة أيام قبل انتقاله إلى تركيا.
 
وكشفت مصادر مطلعة، عدم توقف "جوناس" طوال الأربعين ساعة الأخيرة في شرق الولايات المتحدة، حيث أُعلنت حال الطوارئ في سبع ولايات. ودفع بلوغها مستويات تاريخية في واشنطن صحيفة "واشنطن بوست" إلى تسميتها "سنوزيلا" تيمنًا بملك الوحوش في الفيلم الهوليوودي "غودزيلا". وقالت رئيسة بلدية واشنطن مورييل بوسير للصحافة: "أريد أن أكون بمنتهى الوضوح مع الجميع: نحن نتوقع عاصفة كبيرة، وربما مميتة". حيث انقطع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف السبت، في شرق الولايات المتحدة بسبب الرياح التي وصلت سرعتها إلى ٨٠ كيلو متر في الساعة.
 
وكانت "سنوزيلا" في طريقها السبت، لتحطيم الرقم القياسي للثلوج بتخطي الـ ٦٦ سنتيمترًا والذي لم تشهده العاصمة الأميركية منذ عاصفة "نيكر بوكر" عام ١٩٢٢. وفرض ذلك إغلاقًا لكل وسائل النقل العامة في المدينة من مترو الأنفاق إلى الباصات التي تنقل أكثر من ٨٠٠ ألف شخص يوميًا. كما ألغيت آلاف الرحلات الجوية "حتى إشعار آخر" يُرجّح أن يكون غدًا الإثنين موعد انحسار العاصفة. كما أغلقت المدارس وتحوّلت قاعات الرياضة إلى مأوى للمشردين، وقد تتأخر الحكومة الأميركية في استئناف نشاطها الأحد، في انتظار استئناف حركة المواصلات.
 
وحشد حاكم فيرجينيا تيري ماكاوليف مئات من عناصر الحرس الوطني لأعمال النجدة. كما خصص 650 ألف طن من الملح لفتح الطرقات وثمانية ملايين طن من الملح السائل، بحسب "سي إن إن".
 
وحمل وزير الخارجية عذره الديبلوماسي للعمل على تسوية للأزمة السورية، وهرب شرقًا إلى دفء الرياض وبعيدًا من الرياح العاتية التي تضرب بلده. كما انتقل نائب الرئيس جوزيف بايدن من واشنطن إلى ثلوج دافوس في سويسرا ثم إلى تركيا. أما العائلة الأولى فبدت أسيرة العاصفة "جوناس"، كما كان حال نواب الكونغرس وزعيم الأكثرية الجمهورية بول ريان. ووضع ريان كاميرا مباشرة من خارج الكونغرس للعموم لمتابعة العاصفة الكترونيًا، كما تم السماح وللمرة الأولى منذ أعوام للأولاد بالتزلج أمام مبنى "الكابيتول".
 
وتستمر العاصفة حتى مساء السبت، لكن تداعياتها ستستمر لأيام على حركة النقل والطيران وعمل الحكومة الفيديرالية. وبدت الحملة الانتخابية الوحيدة غير المتأثرة بالعاصفة، مع استمرار المرشحين الجمهوريين والديموقراطيين في التنافس في آيوا ونيو هامبشير قبل ثمانية أيام من بدء عمليات التصويت.
 
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، بأن بكين تشهد موجة من البرد القارس الصين السبت، حيث يُتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 39 درجة تحت الصفر في موهي (شمال شرق، اقليم هيلونغجيانغ) المتاخم للحدود مع سيبيريا، و41 تحت الصفر في غينهي (شمال، مونغوليا الداخلية).