محمود عباس وخالد مشعل

كشفت مصادر في حركة "حماس"، مساء الجمعة، أنَّ اللقاء الذي تمّ بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، برعاية أمير قطر تميم بن حمد، توصّل إلى وضع أسّس بينهما، لإعادة التفاوض مرة أخرى في القاهرة، على أساس المبادرة المصرية. وبيّنت المصادر أنَّ "الأسس تتيح لأن يكون لحركة حماس دور في أي جانب من المسؤوليات التي ستقوم بها السلطة في اتفاق وقف إطلاق النار، سواء بشأن المعابر أو الوجود الأمني على الحدود، والمنطقة العازلة".

وتوقعت المصادر أن "يطلع الرئيس عباس القيادة المصرية على مضمون الاتفاق، لحث مصر على دعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مجددًا إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات، التي توقفت بعد انسحاب وفد سلطة الاحتلال".

وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أنَّ "الفصائل الفلسطينية أجمعت على أنه لا عودة لاتفاق تهدئة مع (إسرائيل)"، كاشفًا عن "جهود دولية أوروبية بهدف وقف إطلاق النار".

وأعلن أبو مرزوق، في تصريحات صحافية مساء الجمعة، أنَّ "الفصائل وقعت على دعوة تطالب رئيس السلطة محمود عباس بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية"، متوقعًا أن يستجيب الأخير وينفذ ذلك خلال أيام.

وأبرز أنَّ "المقاومة جربت خيارات التهدئة مع (إسرائيل) أكثر من مرة دون جدوى"، مشيرًا إلى أنَّ "الاحتلال استغلها لإعادة ما سمّاه بنك الأهداف"، وأضاف "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، المقاومة ماضية في المواجهة وحرب الاستنزاف حتى تحقيق مطالبها".

وتابع أبو مرزوق "المقاومة تواصل قصف المستوطنات الإسرائيلية، وهي مستمرة في تصنيع صواريخها"، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنَّ "نهايات المواجهات تبلورها السياسة ولا يوجد حرب تنتهي إلا عبر ذلك".

وأوضح أنَّ "حماس تسعى إلى إيجاد برنامج سياسي موحد يرتكز على مقاومة الاحتلال"، داعيًا إلى "ضرورة العمل على التوصل لهذا البرنامج كي يتسنى الاستمرار في مواجهة (إسرائيل) حتى تحرير القدس والأرض الفلسطينية".

إلى ذلك، اجتمع الرئيس محمود عباس في القاهرة، مساء الجمعة، مع وفد حركة "الجهاد الإسلامي"، الذي يضم نائب الأمين العام للحركة الأستاذ زياد النخالة، والشيخ خالد البطش في القاهرة.

ويأتي اللقاء بعد وصول الرئيس عباس إلى القاهرة، آتيًا من الدوحة، عقب اجتماعه مع أمير قطر، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، لبحث التحركات السياسية لوقف إطلاق النار وفق المطالب الفلسطينية.

وإسرائيليًا، أكّدت المتحدث باسم خارجية الكيان أميرة أورون، الجمعة، أنَّ "إسرائيل لن تتجاهل الجهود المصرية التي تدعمها وتحترمها، وإذا دعت مصر للمفاوضات مجددًا في إطار من التهدئة سيكون هناك استجابة من الجانب الإسرائيلي، شريطة أن يكون هناك أساس يمكن الأطراف جميعًا من استعادة الهدوء وضمان وقف إطلاق النار".

وأضافت أورون، في تصريح صحافي، "ليس هناك إمكان للتفاوض في ضوء إطلاق النار، لكن بالطبع إذا كان هناك أساس يمكننا من الهدوء، سيكون هناك استجابة وعودة للوفد الإسرائيلي إلى القاهرة".

يذكر أنَّ الهدنة انهارت في قطاع غزّة عصر الثلاثاء الماضي، بزعم من الاحتلال عن سقوط صواريخ على عسقلان، فيما حمّل الوفد الفلسطيني المشارك في مفاوضات القاهرة، مساء الثلاثاء، حكومة الاحتلال المسؤولية عن فشل المفاوضات، رافضًا في الوقت نفسه اعتبار موقفه انسحابًا.

وقدّم الوفد الفلسطيني خلال مباحثات القاهرة مطالب عدة، أبرزها وقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزة، بينما طالبت إسرائيل بنزع سلاح المقاومة، وهو ما رفضته الأخيرة.