كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس

تتواصل الاتصالات بين حركتي فتح وحماس لتحديد موعد لاستئناف الحوار ما بين الحركتين لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي على أرض الواقع بعد أن ظل حبرًا على ورق رغم تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله منذ شهور.

وفي حين لم تسمح حركة حماس لحكومة التوافق الوطني بممارسة عملها بشكل فعلي في قطاع غزة لأن حكومة ظل من خلال وكلاء الوزارات الذين عينتهم حماس في السنوات الماضية، شكلت اللجنة المركزية لفتح لجنة خماسية من أعضائها "لوضع النقاط على الحروف مع حماس في شأن حكومة الظل التي تحكم القطاع" على حد ما دار في اجتماع مركزية فتح الاثنين الماضي.

وقالت حركة فتح ، اليوم الأربعاء، إنها "تنتظر ردًا من حركة حماس من أجل ترتيب لقاء قريب خارج فلسطين المحتلة لمناقشة بعض القضايا التي تتعلق بالمصالحة وتحول دون تنفيذها على أرض الواقع تمهيدًا لإنهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ منتصف العام 2007 .

وفيما تستعد اللجنة الخماسية من فتح برئاسة عزام الاحمد وعضوية اللواء جبريل الرجوب ومحمود العالول وحسين الشيخ وصخر بسيسو للقاء قادة من حماس لبحث الوصاية التي تفرضها الحركة على غزة وتحول بها دون قيام حكومة التوافق الوطني بمهماتها في القطاع ، أكد القيادي في "فتح"، فيصل أبو شهلا أن حركته طلبت من حماس تشكيل وفد يكون صاحب قرار من أجل عقد لقاء في الخارج يعمل على ترسيخ بعض الامور وتوضيح بعض النقاط العالقة ومعالجة الوضع لإنجاح المصالحة.

وشدّد أبو شهلا على أن اللقاء لن يكون في غزة حتى يتوافر حضور جميع القيادات من الداخل والخارج للخروج باتفاق ملزم للجميع، مبينًا أن اللقاء سيتناول بلورة موقف واضح من عمل حكومة التوافق الوطني بحيث تعمل بدون معوقات أو تدخل من أي أحد لافتًا إلى أن اللقاء سيتناول أيضًا البحث في ضمانات لأن تعمل حكومة التوافق بصلاحيات كاملة.

وأضاف "كما سيتم الاتفاق على برنامج سياسي يوازي حجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في العدوان على قطاع غزة" متابعًا:"لا بد أن يكون هناك اتفاق على موقف سياسي مشترك لا يتم تعطيله من أي كان".

وكان الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري دعا حركة فتح إلى الاستجابة لطلب حركته إرسال وفد قيادي إلى غزة للبحث في استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة والتوافق على أي نقاط عالقة وخلافية ما بين الحركتين في شأن عمل الحكومة.

وقال أبو زهري إنّ حركة حماس تدعو حركة فتح إلى "تغليب المصالح الوطنية العليا"، والحفاظ على ما وصفه بـ" النصر" الذي حققته المقاومة الفلسطينية في تصديها للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن أكد أن اللجنة الخماسية ستشرع بالتواصل مع القيادي في حماس موسى أبو مرزوق لترتيب لقاء حواري بين الحركتين.

وذكر محيسن أن أبرز النقاط التي ستناقشها اللجنة مع حماس، ستركز على مستقبل العلاقة مع الحركة والمصالحة الوطنية وأداء حكومة التوافق الوطني وكل القضايا العالقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين الحركتين. لكنه في الوقت نفسه أعلن موقف حركة فتح الرافض لممارسات بعض عناصر حماس في قطاع غزة في حق أبناء فتح أثناء العدوان الاسرائيلي، حيث يتهمها بإطلاق النار على عشرات من كوادر فتح، وضرب آخرين، وفرض الإقامة الجبرية على أكثر من 300 من أعضائها.

وكانت حركتا فتح وحماس وقّعتا قبل أشهر عدة اتفاقًا للمصالحة الوطنية، يتم بموجبه تشكيل حكومة توافق وطني، تدير الحكم في قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن، وفقًا لمحيسن فإن حركته ترفض عدم تمكين حكومة التوافق الوطني من ممارسة عملها مثلما فعلت مع وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد عندما حاول زيارة غزة في الأيام الاولى للعدوان الاسرائيلي حيث تم التعرض إليه والاعتداء عليه من قبل عناصر من حماس على حد أقوال محيسن.