باريس ـ مارينا منصف
شهد العالم المزيد من هجمات الأفراد الذين يظهرون دعمهم لتنظيم "داعش" المتطرّف، والذي يسيطر على أجزاء كبيرة من سورية والعراق، كان آخرها واقعة حدثت في مدينة ديغون الفرنسية، الأحد، حيث أصيب 11 شخصًا، بعد دفعهم من طرف سيّارة يقودها مريض نفسي، كان يهتف تجاه المشاة "الله أكبر"، ويعتقد أنّ السائق كان مخمورًا.
وأوضحت السلطات أنَّ الشرطة اعتقلت الجاني (40 عامًا)، في مكان الحادث، وربما توجه إليه اتهامات بـ"الإرهاب"، مشيرة إلى أنَّ "الجاني استخدم سيارة (رينو كليو)، لمهاجمة ودهس المارة"، ومبرزة أنَّ "الضحايا يعانون من إصابات خطيرة".
وأظهرت لقطات المصابين يرقدون في الأرض، وسط سيارات الإسعاف ومسؤولي مكافحة "الإرهاب"، تم نقلهم بعدها إلى المستشفيات المحلية، وكان من بين المصابين طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
وأكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية بير هنري برانديت، أنّ "الرجل مريض نفسيًا، واستخدم تعابير مثل "الله أكبر"، و"من أجل أطفال فلسطين"، في إشارة إلى استشهاد أكثر من 2000 شخص، جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الصيف الماضي.
وأبرز برانديت أنَّ "الرجل اعتقل وسط المدينة، وتم وضعه فورًا في الحجز"، مضيفًا أن الرجل، الذي لم يتم تحديد هويته بعد، قد يواجه اتهامات بـ"الإرهاب"، ولكن ذلك يرجع إلى قرار نظام عدالة الدولة، لافتًا إلى أنَّ "الموقوف معروف لدى الشرطة، وربما نفذ الهجوم استنادًا للحادث الإرهابي في سيدني، مطلع الأسبوع الماضي".
وأردف "يعتقد أنّ السائق كان متوجهًا إلى مركز شرطة ديغون، ولكنه أصاب المشاة قبل توقف سيارته".
ويأتي الحادث بعد مقتل برتراند نزوهابونايو، الذي دخل مركز الشرطة وسط مدينة جوي ليه تور، مسلحًا بسكين، وأصاب اثنين من رجال الشرطة.
وكشف المدعي العام المحلي جان لوك بيك، في شأن المتهم الأخير، أنّه يضع علم تنظيم "داعش" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو مواطن فرنسي ولد في بروندي، عام 1994، وسمع أيضًا وهو يهتف "الله أكبر"، أثناء الهجوم.
ويبحث المحققون ما إذا كان الهجوم تصرفًا فرديًا، أو بناء على أوامر، وذلك بعدما زار وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينفا، مسرح الجريمة، وأمر بزيادة الإجراءات الأمنية لجميع ضباط الشرطة.