القاهرة – أكرم علي
انتقدت منظمة العفو الدولية "آمنستي" ما وصفته بـ"التدهور الكبير" في حقوق الإنسان في مصر، موضّحة أنَّ 16 ألف شخص على الأقل تمَّ اعتقالهم، خلال العام الماضي، ضمن الحملة الواسعة ضد أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، ومجموعات ونشطاء آخرين، أبدوا اعتراضهم.
وأوضحت المنظمة، في تقرير لها الجمعة، أنَّ "الأوضاع في مصر تشهد تراجعًا حادًا في حقوق الإنسان، بعد عام واحد من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، من طرف المؤسّسة العسكرية".
واعتبرت "آمنستي" أنَّ "التعذيب المنهجي والاعتقال التعسفي من بين أبرز الانتهاكات التي تشهدها البلاد، حيث توفي 80 شخصًا وهم داخل المعتقلات، خلال العام الماضي"، مشيرة إلى أنَّ "التعذيب يمارس داخل المعتقلات والأقسام دون رادع، كما أنَّ المحاكم المصرية تنتهك معايير العدالة بصورة متكررة".
وبيّنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنَّ "عدد الذين تعرضوا للاعتقال لفترة ثم أطلق سراحهم قد بلغ 40 ألف شخص"، لافتة إلى أنَّ "البلاغات عن عمليات الاختفاء القسري للمواطنين داخل المعتقلات التابعة للجيش المصري وقوات الشرطة قد أصبحت عملية شائعة في البلاد".
وكشفت نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسيبة صحراوي عن أنَّ "جهاز مباحث أمن الدولة المنحل عاد مرة أخرى تحت مسمى الأمن الوطني، ويعمل بكل قوة، وبالطرق نفسها، ووسائل التعذيب التي كان يستخدمها في أحلك اللحظات خلال فترة حكم مبارك".
وأشارت إلى أنَّه "على الرغم من التعهدات المتكرّرة التي صدرت من الرئيسين السابق والقائم في مصر إلا أنَّ الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان استمرّت، وبمعدلات مرتفعة، حيث يسمح لقوات الأمن بانتهاك حقوق الإنسان في أي وقت، بينما يحظون بحصانة تمنع محاسبتهم"، حسب قولها.
وأكّدت المنظمة أنَّ "أقسام الشرطة والمعتقلات غير الرسمية تشهد عمليات تعذيب مستمرّة، ضحيتها الأولى عناصر الإخوان المسلمين، والمؤيدون لهم"، موضّحة أنَّ "هذه العمليات تتم في أقسام الشرطة والمؤسسات التابعة للجيش ومؤسسات أخرى تابعة لجهاز الأمن الوطني، بهدف إجبار المعتقلين على الإدلاء بأسماء زملائهم".
وأبرزت أنَّ "وسائل التعذيب متعدّدة، وتأتي في مقدمتها وسائل كانت تستخدم سابقًا مثل الصدمات الكهربية، والاغتصاب، سواء للرجال أو النساء، والتعليق من الأصفاد".
ووثّقت المنظمة الكثير من الحالات التي تعرّضت لانتهاكات، منها حالة لأحد الطلاب، اعتقلته الشرطة قرب منطقة مدينة نصر في القاهرة، لمدة 47 يومًا، وأكّد أنّه تعرّض للتعذيب والاغتصاب أثناء تلك الفترة، قبل أن يطلق سراحه".