القاهرة ـ محمد الدوي / أكرم علي
أكَّد وزير خارجيَّة المغرب صلاح مزوار أنَّ انتخاب الرَّئيس عبد الفتَّاح السِّيسي هو صمام أمان للحفاظ على استقرار وأمن مصر ورفاهية الشَّعب المصريّ والعمل من أجل أن تكون مصر القويَّة أصبحت فاعلة ومساهمة في استقرار وأمن المنطقة العربيَّة. وأوضح مزوار في تصريحات صحافيَّة عقب جلسة مباحثات ثنائيَّة السبت، مع سامح شكري وزير الخارجيَّة المصريّ في مقرّ وزارة الخارجيَّة والتي امتدَّت على مأدبة الإفطار ، أن لدى المغرب ومصر طموح وإرادة مشتركة وقوية للبناء والعمل على تحمل مسئوليتنا التاريخية في ظل هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة العربية.
ومن جانبه أكد سامح شكري وزير الخارجيَّة المصريّ أن المنطقة العربية تشهد تحديات عديدة ، مشيرًا إلى أن اللقاء كان فرصة للتشاور حول هذه التحديات لاهتمام البلدين المشترك لتدعيم التضامن العربيّ لمواجهة التحدِّيات سواء كانت التصعيد الحاليّ في فلسطين والممارسات الإسرائيلية والأوضاع في ليبيا وسورية والعراق .
وأشار شكري إلى أن اللقاء كان فرصة أيضًا لبحث وتناول القضايا الثنائية التي تحتل أولوية بالنسبة لمصر والمغرب، وأوضح أن الوزير المغربيّ التقى الرئيس عبد الفتاح السِّيسي ونقل له رسالة شفهية من الملك محمد السادس، وكانت تؤكد نفس الاهتمام بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من توثيق العلاقات في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن تكون اللجنة العليا المشتركة آلية انطلاق العلاقات في الفترة المقبلة.
وأكّد شكري أن اللقاء في مجمله كان فرصة طيبة للتشاور والتأكيد على اهتمام البلدين بتحقيق مصلحة الشعبين من خلال التعاون بينهم والتصدِّي للتحديات التي يمرّ بها العالم العربيّ .
وردًّا على سؤال حول تحديد موعد اللجنة العليا المشتركة أكّد وزير الخارجيَّة المغرب صلاح الدين مزوار أنه يتم الآن تهيئة انعقاد اللجنة والتي ستعقد تحت قيادتي البلدين، وأوضح أن المغرب يطمح أن تتم قبل نهاية السنة الحالية ويسعى لتهيئة الأجواء لنجاح اللجنة .
ولفت مزوار إلى أن المنطقة العربية تواجه أعتى وأصعب وأعقد مرحلة في مسارها التاريخيّ وأنه لا يمكننا ألَّا نأخذ بعين الاعتبار هذه التحولات والتحديات ونوفر كل الإمكانيات لكي نواجه هذا الواقع الذى يراد أن يفرض على الشعوب العربية وعلى الدول العربية .وأضاف مزوار أن مواجهة التحديات مفروضة علينا ولا يمكن أن نعالج قضايا من نوع ومستوى الإشكاليات التي نواجهها حاليًّا بنفس المنطق والآليات السابقة .
وأشار إلى أنه لا يمكن لآليات المواجهة أن تبقى كلاسكية وتقليدية، وهذا من بين المسؤولية المشتركة وذكر أنه بالطبع لا بد من التنسيق والأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحدقة بالدول العربية والتي تفرض اليوم على كل من له حس عربيّ حقيقيّ أن يتجاوز الخلافات وأن يركز على الأولوية وهي حفظ أمان واستقرار الشعب والدول العربية .
ودان شكري ومزوار أعمال العنف التي يتعرض لها الأبرياء، وطالبا السلطات الإسرائيلية بضرورة التحقيق في حادثة مقتل الفتى الفلسطيني محمد خضير بجدية وجلب المسؤولين عن قتله للعدالة.
وتناول الوزيران الأوضاع على الساحة الإقليمية، ولاسيما التصعيد في الأراضي الفلسطينية وفى القدس الشرقية على خلفية أعمال العنف التي شهدتها الضفة الغربية، وأكدا أن هذا التصعيد هو نتيجة الجمود الراهن في المفاوضات ببن الطرفين واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وممارساته، وسياسات التوسع الاستيطاني التي لا تترك مجالاً للتفاوض حيث يتم البناء على الأراضي الفلسطينية التي يُفترض التفاوض حول مستقبلها.
كما تطرقت المباحثات إلى الوضع على الساحة العربية، ولاسيما ما يتعلق بالتطورات الخطيرة في العراق وأهمية التوصل إلى حلول سياسية تسمح بإشراك قوى المجتمع العراقي في الحكم بشكل يطمئن مكوناته المختلفة، وبهدف استعادة الوحدة في مواجهة التطرف و"الإرهاب" على الساحة العراقية. وتطرق الوزيران كذلك إلى الأزمة السورية وأهمية العمل للتوصل إلى حلول سياسية تُحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري، وتحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية وسيادتها وتُعيد إليها صيغة التعايش بين السوريين.
كما تناول الوزيران كذلك التطورات في ليبيا، مهنئين الحكومة الليبية على إجرائها للانتخابات النيابية رغم الصعوبات المتعلقة بالوضع الأمني، وأعربا عن استمرار قلقهما من الوضع في ليبيا وحرصهما على استقرار هذا البلد ومواجهة قوى التطرف فيه. وأكدا أن الاستقرار سيتحقق عبر بناء مؤسسات الدولة الليبية في أعقاب انتهاء العملية الانتخابية، وعبرا عن استعداد بلديهما لتقديم الدعم اللازم لمؤسسات الدولة الليبية في مرحلة إعادة البناء المُقبلة.
واتفق الوزيران في نهاية مباحثاتهما على استمرار التشاور والتنسيق فيما بينهم.