الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون

قطع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون نحو 3200 كيلومتر من عاصمة بلاده إلى شوارع بيروت ليسبق المسؤولين اللبنانيين كافة بعد مرور أقل من 48 ساعة منذ انفجار مرفأ بيروت المروع، الذي راح ضحيته العشرات وجُرح الآلاف، فمنذ انفجار المرفأ، لم يشتبك أي مسؤول لبناني مباشرة مع الجماهير أو يظهر بشكل مباشر في شارع الذي يعاني من الفوضى بعد تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة، في حين انطلقت المبادرات الشعبية لرفع الركام وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، استقبلت جموع من اللبنانيين الرئيس الفرنسي الذي أقبل عليهم سيرًا على الأقدام، بهتافات مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ساعدونا" و"ثورة ثورة". كان ذلك بالمنطقة الأكثر تضررًا من الانفجار.
ماكرون الذي نزع سترته وكمامته، تحدث مباشرة إلى المواطنين اللبنانيين، وقال لأحدهم "يا صديقي أنا هنا اليوم لأقترح عليهم –السياسيين- ميثاقًا سياسيًا جديدًا، وسأعود مجددًا مطلع الشهر القادم".

وفي مشهد آخر، حظي بتفاعل بالغ من وسائل الإعلام الاجتماعي والتقليدي والشخصيات العامة، أمسك ماكرون بيد سيدة تشكو إليه الأوضاع، قبل أن يتعانقا بحرارة.
توقف الرئيس الفرنسي مرات عدة للاستماع إلى الجماهير. وقال ماكرون: في الشارع سمعت أناسا طالبوا بأن تعود الوصاية الفرنسية على لبنان، لا تطلبوا من فرنسا ألا تحترم سيادتكم.
وعندما أبدى بعض المواطنين رفضهم للقائه مع المسؤولين اللبنانيين، قال الرئيس الفرنسي: "أنا مضطر للجلوس معهم، سأقول لهم الحقيقة، وسأسألهم عما فعلوه، أتفهم غضبكم. لست هنا للتغطية على النظام".

وعلى "تويتر"، غرد الرئيس الفرنسي باللغة العربية مرتين، فقال في الأولى قبيل الزيارة: "لبنان ليس وحيدًا"، وأضاف في الثانية بعد انتهاء جولته: "بحبك يا لبنان".
وخلال تصريحاته أثناء الجولة، أعرب عن شعوره بـ"الحزن والألم"، قائلًا: "سنقدم ما يلزم من طعام ومسلتزمات لإعادة بناء المنازل ومساعدات طبية".
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي عند نهاية جولته: "الغضب الذي لمسته في لبنان اليوم يقدم لمحة عن الأمل في المستقبل"، وتابع قائلا: "أنا كرئيس فرنسي لا يمكنني أن أقول للبنانيين ماذا عليهم أن يفعلوا، أنا مستعد للمساعدة، لكن لا يمكنني أن أحل مكان رئيس انتخبه الشعب اللبناني".
وأردف ماكرون: "فرنسا لن تترك أبداً لبنان ولن تتخلى عن الشعب اللبناني. الأموال من أجل لبنان موجودة لكنها فقط بانتظار تطبيق الإصلاحات الداخلية. لن يتم منح لبنان شيكا على بياض".

أفادت تقارير صحافية، مساء الخميس، بوقوع اشتباكات قرب البرلمان اللبناني بين عدد من المتظاهرين الغاضبين وعناصر من قوات الأمن.
ووفقا لموقع قناة "الجديد" اللبنانية، "تمكن عدد من المحتجين من خرق جدار مجلس النواب".
وأضافت القناة "حصل اشتباكات بين عناصر من مكافحة الشغب والمحتجين، وأطلق عناصر مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن وسط بيروت يشهد هذه الليلة تجمعات لعدد من المحتجين ترافقهم عدد من الدراجات النارية وسط صيحات غضب ودعوات لاستقالة الحكومة ومحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت، وتابعت "ثم ما لبثت الأمور أن تطورت إلى مواجهات مع القوى الأمنية تخللها تراشق بالحجارة".
وتشهد العاصمة اللبنانية بيروت في الأونة الأخيرة مظاهرات احتجاجا على السلطة السياسية الحاكمة وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد بشكل غير مسبوق، إضافة الى مطلب نزع "السلاح غير الشرعي" وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وقد يهمك أيضًا:

الرئيس الفرنسي يبيّن أن ترك أمن المتوسط بيد تركيا خطأ جسيم

الرئيس الفرنسي ماكرون يزور لبنان الخميس للقاء الأفرقاء السياسيين