لندن ـ كاتيا حداد
سيُهدّد الاتحاد الأوروبي بوقف محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد، إذا لم تقدّم بريطانيا عرضًا جديًا بشأن ما يسمى "مشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، ويُعتبر هذا التحرّك هو آخر محاولة من قبل المفوضية الأوروبية للتغلب على تسوية مالية بقيمة 100 مليار يورو، من بريطانيا كسعر لمغادرة الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار 2019.
وظهر ذلك في اليوم الثاني من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في بروكسل حيث يتواجه 98 مسؤولًا بريطانيًا مع نظرائهم الـ 45 في الاتحاد الأوروبي للتوصّل إلى اتفاق حول المشكلات المُتعلقة بحقوق الاتحاد الأوروبي والمقيمين في بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكذلك أيرلندا الشمالية والحزمة المالية، وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، إنَّ "التسوية المالية هي الأولوية"، مشيرًا إلى أن "الاتحاد الأوروبي لن يخرج من المحادثات لكنه سيعلقها"، وموضحًا أنّ "الانطباع الذي وصلنا إليه حتى الأن هو أن بريطانيا ليست مستعدة لهذه المحادثات".
ويعتبر اتهام الاتحاد الأوربي بريطانيا بأنها "غير مستعدة" لمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي موضوعًا ثابتًا خلال الجولة الأولى من المحادثات الموضوعية بين الجانبين هذا الأسبوع، ومن المقرر إجراء المزيد من الجولات في شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، وبرزت حالة الإحباط المتزايدة للاتحاد الأوروبي إزاء مسألة المال بعد رفض رئاسة الوزراء البريطانية نشر "دراسة موقف" رسمية بشأن التسوية المالية، تماشيًا مع منهجية بروكسل بشأن المحادثات.
وذكرت صحيفة تلغراف البريطانية أنها على علم أن بريطانيا ليس لديها خطط فورية لنشر الدراسة حتى يوضح الاتحاد الأوروبي الأساس المنطقي القانوني لطلب 100 مليار يورو الذي وصفه المسؤولون البريطانيون بأنه "سخيف" و "فظيع"، ورفضت المفوضية الأوروبية مرارا القول ما اذا كانت بريطانيا قد قدمت لمسؤوليها الدراسة بشأن التسوية المالية، ومن بين البنود التي لا توافق عليها بريطانيا ، إصرار الاتحاد الأوروبي على عدم اقتطاع حصة بريطانيا من محفظة أصول الاتحاد الأوروبي التي تبلغ مليارات الدولارات عند حساب أي فاتورة نهائية.
وقال مسؤول بارز في بريطانيا "يبدو أن وجهة نظر الاتحاد الأوروبي هي أن لدينا التزامات لكننا لا نملك أي حصة في الأصول"، ومن الناحية الرسمية، كانت المفوضية الأوروبية متشددة عندما استجوبت حول المحادثات الجارية في مؤتمرها الصحافي اليومي في بروكسل، وبيّن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أرغاريتيس شيناس، أنه لن يقدّم "تعليقًا حاليًا" عن الأيام الأربعة من المناقشات التي بدأت الإثنين.
وأفاد شيناس، بأنّ "المفاوضات التي تجري في إطار المادة 50 أصبحت الآن في يد محامي الطلاق، وهم الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة، ولدينا محامي طلاق جيد جدًا هو ميشيل بارنييه والفريق المفاوض"، وقلل من أهمية الوزير المكلف بملف انفصال بريطانيا ديفيد ديفيس الذي يغادر بروكسل أمس، ومن المقرر أن يعود وزير خارجية بريطانيا يوم الخميس ويعقد مؤتمرُا صحافيًا مع المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه.